” العصا و الجزر ة ” قصة قصيرة بقلم / محمد الأمين محفوظ.
أعيته الحِيل حتى أصابه الملل… حارَ … كيف يكون تعامله مع ابنه كثير التمرد؟!
معذور هو ؛ إذ لم يتلق شيئا يُذكر من مفاهيم التربية…
..
يشد رحاله إلى أحد أقربائه ممن نالوا حظا وفيرا من المعارف لينهل منه… عسى يستقيم عود الولد
ويكفّ عن تمرده وخصوصا على الأطعمة…
..
قال له : العصا والجزرة ولا بديل عنهما… لكني أرى أن تلزم أولا العصا… ثم أخبرني بما جرى…
..
في طريق عودته إلى الدار شَلحَ فرعا من شجرة… شذّبه فصار الفرع شومة… في ركن من الدار
تركها ليراها المتمرد كإنذار إلى حين الطلب وقت السبب…
..
ظلت الشومة كاسدة لم تعمل وقد انشغل في عمل.. ولا يزال المتمرد كما هو…
رجع إلى ناصحه…. حكى له… فقال :
طالما كسدتْ… إليك البيان التالي:
خذ جَزرة بديلا فعسى أن تكون عوضا ولها أثر…
..
بحث طويلا عن جَزر… فوجئ أنه قد شحّ في الأسواق…
بعد جهد متواصل عثر عليه عند بائعة عجوز نادتْ عليه…. اشترى حزمة… وفي الدار علقها على بابه…
..
بعد انقضاء ثلاثة أيام بلياليها تذكّر أن العصا في مكان كذا…
..
قَدِم عليه ابنه مُسَلِّما ؛ فسأله منفعلا عن حُزمة الجزر…
أجابه هامسا :
أكلتُها فالجزر يقوي النظر.
التعليقات مغلقة.