شجرة زيتون…
بقلم حمادة الشاعر
شجرة زيتون
هنا قامة أشجار الزيتون
أعلا من قامات العرب
أنبل من مجلس الأمن
من قاعات هيئة الأمم .
لا يهرم الزيتون
لا تكسو وجهه تجاعيد الزمن
لم ينحنِ الزيتون للريح يوماً
لم يخش انقطاع المطر.
…
ذات ليلة غاب القمر
تمطى الظلام
سكن الشجر
زأر الزيتون
تبدد السحاب
سطع القمر
…..
لا يمل الزيتون
من الذكرى
تلمع في عينيه العبرة
حين يحكي عن عمر
أو يتذكر للناصر قصة .
…
كان الحجم أكبر عدة مرات
لم يركع الزيتون
لكن الحزن أدماه
خسر من أغصانه غصنًا
استل الخريف بضع وريقات .
…
يشعر بالغربة
لم يعد محمد هو محمد
ولا أحمد
ولا عبد الرحمن
هل تلك الأسماء حقًا
من نسل قحطان .
..
لم يعد الزيتون أخضر
بل قاني اللون
تكسوه دماء
إن عصرته يومًا
ينساب الدم ، يجلله وقار
هذه قطرة زيت لصبي
كان يلهو في صحن الدار
وتلك لعروس تخضب شعرها بالحناء
والأخرى لأم
تصنع على وجل طعام عشاء.
تلك الأغصان
تختزل سيرة شعب
يشكو جفوة الرفقاء.
…
كان الزيتون يظلل أقصانا
يحنو عليه
من وهج صيف
يحضنه في ليل شتاء
يسامره
يقص عليه حكايات
لفارس جاء على عجْل
من شبه جزيرة
صلى ركعات تحت سقف كنيسة
كتب بخط يديه أن القدس
دار أمان
مزق صمت الليل
صوت أذان
يشتهي الأقصى
أن يسمع وقع الأقدام
يشتم رائحة قميص
عاد “يوسف” للأب الولهان
أتعود القدس لشعب
أدمته الأحزان .
…
حمادة الشاعر
القاهرة
أكتوبر ٢٠٢٣
التعليقات مغلقة.