الشك … بقلم الباحث محمد عبد الكريم الدليمي
الشك هو الوهم . الوهم نسج من الخيال والخيال هو الأنطباع الذي يتخذه الإنسان في مسألة الشك ؛ إذن الشك هو عبارة عن مشاهدة فعلية ،أو سماعية ، فيبدأ الخيال بتحليل المسألة إلى عدة مسائل كلها تصب في معنى واحد هو الظن الذي يولد من خلاله البديهيات التنظيرية وحل المناظرات الخلافية التي تقع عادة بين مسلكين غايتهما واحدة . إذن الظن هو يولد الشك والشك يولد الوهم والوهم يولد الخيال ؛ والخيال يستخدم في الأمور القبيحة لا الجيدة، عكس الأمل فهو يستعمل في الأمور الحسنة.
الظن ينقسم إلى أمرين : أمر حسن وأمر قبيح والمسالة التي نتحدث عنها هي القبيح .
ظن القبيحة هي التي يستعملها ابليس في أمور الاغواء ولا يعرف أو يفهم ابليس إن ظن لها أمر حسن فلم يكتب له أن يستخدمه في حياته .
وظن الإنسان في أخيه السوء، وظن الإنسان إن الله لا يحبه كما يحب أخيه ، وظن الإنسان إن الأرض لن تزول ، وظن الإنسان إن الأمم لم تبدل ، وظن هولاء إن اؤلئك لن يدخلوا الجنة .
ولو تكلمنا في ظن القبيحة بتفاصيلها سيجد الإنسان إنه ظن بربه لن يدخله الجنة ، وهذا محال ولكن لشدة الفاجعة من استعمال ظن في الحياة اليومية .
إني ظننت فلان قد سرق المتجر .
الإنسان في طبيعته يستخدم ظن من دون وعي لها يذكر ، فهو قائلها ؛ ويسمعها الثاني من الأول فيبدأ الشك يرسم خيوطه الواهمه فيرى في خياله كيف ذاك الإنسان سرق المتجر فيأخذه الانطباع عن عمليات السرقة التي رأها من قبل في رسم تلك اللوحة على جدران ظن القبيحة .
قال تعالى : ( صدق ابليس ظن عليهم ) فلإنسان لم يسرق ولم يزن ولم يتعلم السحر ولم يشرب الخمر ولم يقتل ولم يعق والديه ولم يشهد بالزور ولم يقترف ذنبا واحدا حتى ظن ابليس عليه اللعنة بظن القبيحة فصدق بتلك .
كيف صدق وهو من الكاذبين !؟ هنا عندما اكتشف ابليس ضعف آدم عليه السلام من خلال الوسوسه عرف أنه سيسيطر عليه ويهلك ذريته من لم يتبع شريعة السماء ، فوجد الظن في تفكير آدم غلب على يقينه، فعندها اصبح ابليس يستبشر بالخير لأفعاله الدنيئة ، فوقف وقال إني لا أظن أكثرهم شاكرين ؛ والشكر هو عمل المعروف بين الإنسان وأخيه وبين ماخلق الله فذلك يسمى الشكر ، أما الجزاء فهو أن تلقى كلمة تفرحك أو تحزنك أو عملا يقام لك أو يهدم أو اعطاء هدية لك أو أخذ منك جزية فكل ذلك بالخير والشر يسمى جزاء .
فابليس كثير الظن بآدم فيعمل من منظر واهم إلى حقيقة ومن تلك الخيوط التي نسجها من الوهم يعطيها لأعوانه أو أوليائه كي يلقوها للناس فتبدأ المنافسة بين الخاطئين في جعل الأفك حقيقة فينجحوا أو يخسروا فأنها تلك المسألة !؟ فأن نجحوا خسر الإنسان من قيمته ووضع اغلال ابليس على رقبته وأن فشلوا فهم الأخسرين اعمالا .
التعليقات مغلقة.