” لَبن العصفور ” قصة قصيرة بقلم / محمد الأمين محفوظ.
يعمل في ملهى ليلي من سنة فاتت – أو أكثر قليلا – بعد أن فُصِل من عمله لإهماله وتكرار غيابه…
يتفانى في خدمة المترددين والمترددات عليه ، يوفر لهم أجواء الراحة إذ المقابل سخيّ فيُشجعه
على المزيد من إرضائهم…
.
يحقق لأسرته حياة رغيدة ، ولا يؤخر لأحد منهم مطلبا ولو كان لبن العصفور…
بين الحين والحين يختلس من متروكات مشروباتهم ما تبقى من حُثالة في قعور كؤوسهم ولو القليل…
يتراخى في العودة إلى مسكنه حتى يسترد ثباته…
.
يقضي جزءا من نهاره مع أسرته في فُسحة أو أكلة في مطعم شهير…
سألته زوجته – غير مرة – عن مكان عمله وطبيعته فيُطمئنها بأنه عمل جليل بدليل سد كافة الاحتياجات
والتدليل… لم تعد تكرر الاستفسار…
ذات ليلة
لم يرجع كعادته وشَّ الفجر إلى أن طلعت الشمس ؛ فساد القلق الزوجة والأبناء…
.
تلقوا اتصالا من شخص بأنه لا يزال في الملهى ولم يوضح إلا أنه قال اسم المكان وهو معلوم
لكثيرين… هرولوا إليه مسرعين..
.
وقد كانت الصدمة… رجعوا به وقد تعافى- إلى حد ما – مما أصابه…
اجتمعوا حوله مستلقيا على ظهره… تسأله زوجته: كنتُ أراكَ بعد رجوعك تصلي… وضّح لنا العلاقة؟!
رد عليها وقد أعطاها ظهره :
هذه نقرة وتلك نقرة…
رفعت سؤالها لدار الإفتاء…
التعليقات مغلقة.