” نور الدين”
قصة قصيرة بقلم/ محمد الأمين محفوظ
زوجة جارنا العزيز تعاني طلق ولادة غير عادي أرعبه وأقلقنا ؛ إذ كان يترجّاه منذ سنوات….
وُفِّقنا في نقلها سريعا إلى الطوارئ… تقرر دخولها الفوري إلى العمليات… يجتمع عليها عدد من الأطباء…
..
بعد وقت أمضاه على شوك يحُكّ في صدره في انتظار أخبار… يخرج أحدهم منفردا وأُغلِق الباب ، ربما كبيرهم على ما يبدو عليه مِن إرهاق وزهق… يسأله ملهوفا… تأمله لحظات ثم أجاب : على ما رأيتُ… ، أمامكَ خياران :
نُضحِي ب…. مِن أجل….؟
أم
نُضحِي ب…. مِن أجل….؟
..
لَطمَه التخيير فأقعده خائر القوى منكّس الرأس… يعصر التفكير… يسائل نفسَه ، أَيُخيّر إنسان بين نارين؟؟!!
أَيُخيّر إنسان بين مستقبل وبين ماض وحاضر وهم جميعا هو؟!
ينهض من صدمته يائسا إلى مُصلَى المستشفى… يطيل السجود ؛ يتلمّس ضوءا في عتمة وطريقا في تِيه…
مع التسليم يسمع مَن يهمس في أذنه اليمنى ، عُد إلى هناك ، حيث كنتَ سائلا في لهفة خشية لفحة تصيبك…
يعود…
يخرج أحدهم… كان من بينهم في العمليات عليه علامات استبشار… تقع في نفسه لمعة فيسأله مرتجفا فيجيبه ، لم أستسلم وقد خرج كبيرنا متعجلا…. وبالتأكيد خيّركََ وحيّركَ.َ… لقد تشبثتُ بالأسباب جُهدي وطرقتُ الباب ؛ راغبا في عقد الوصال بين أزمنتكَ الثلاثة…
وما عليكَ إلا أن تأخذ العِبرة بلا عَبرة مما كان من المِحنة، وحافظ على المِنحة أرجوك…. ومبارك عليكما نور الدين.
التعليقات مغلقة.