موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قصة :أبو عبيدة يواري لثامه بقلم /عصام الدين محمد أحمد

501

أبو عبيدة يواري لثامه
تفترش عناقيد النار الأرض.
تنهار البيوت، تذروها الرياح.
يفقد الناس بوصلة العدو والتوقف.
تتفاقم الأدخنة.
تنهمر الصواريخ، تسطو الحفر العميقة على الاستواء.
يصيب الجنون البشر، تتلاشى المشافي والمخابز، تنفجر خزانات المياه.
تطارد طائرات أحفاد السامري الفارين.
طفحت الأرض قبورا، يكتنف الظلام الأرجاء.
تغرق غزة في الدماء والعماء.
التلفاز يبث مباشرة ما يحدث.
مئات الملايين يشاهدون ما تقشعر منه الأبدان، يتنقلون بين القنوات في استرخاء، يتجرعون المشروبات، يقرقشون المسليات، يثرثرون، ما الذي يدفعهم للمكوث ؟
لا شيء؛ فجدول حياتهم فارغ من مثل هذا العبث.
بالطبع لا يمكنني رؤية التلفاز، قطعوا الكهرباء منذ شهور.
أيضا لا أملك الكثير من الاختيارات؛ أهرب من الموت إلى الموت.
أصعد لقمة الجبل وفوق رأسي صخرة الموت، قبل أن تستقر فوق القمة تنزلق هابطة للقاع، فأعدو خلفها حاولت التخلص من الصخرة، فشلت فشلا ذريعا، تتكاثر الصخور فوق كاهلي، ولا يمكنني الانحراف يمينا أويسارا، أضحى لزاما عليّ التواؤم مع الواقع.
تعاقبت السنوات والمشاهد تزداد سوداوية
كلما تعملق التدمير صفق لهم العالم، اشتروا الضمائر بحفنات المال وهمسات النساء.
لا أحد يتعاطف معي!
يسخرون من عزمي، يتضاحكون، يتغامزون.
لم يتخيلوا أن مطاردة الموت إياي ألبس جسدي الفولاذ، زودني بتكيكات المقاومة، أيقنت أنه لا مناص من الجهاد.
فلماذا لا أطلب الحياة التي يحرص عليها الآخرون؟
دع العالم يمرح!
الخلود- كل الخلود- لمن يملك قوته!
تحت أزيز الطائرات شيدت قبرا ممتدا، حفرت بأناملي نفقا ونفقا، ينتظرهم الثأر، أخرج عليهم تحت جناح الظلام الهالك، أقاتلهم وجها لوجه، أفتك بفلولهم طاويا المسافات، أنتقم من آيات الرعب التي زلزلت فرائصي طوال السنوات المنقضية.
لا تظن أنني آلة حرب!
لي زوجة وأولاد، أغافل المطاردات لأحيا كالآخرين، يصيبني المرض، يعالجني طبيب، أحزن،أفرح، أؤدي الفرائض، أنام، أستيقظ، اعتدت مغافلة كمائن الموت، تناقلت بين الدروب والمسالك، ضمخت حياتي بنكهات الأمل.
من المؤكد أننا التقينا يوما ما تبادلنا المعاملات والمصالح والحوارات.
ها أنا اليوم أتلثم الكوفية.
تنتظر ظهوري على الشاشة؛ ربما يطمئن فؤادك!
أعلم يقينا أنك تدفع حياتك ثمنا لتقاعس العالم.
يصفونك بالإرهابي وأنت أسفل الأنقاض!
يسمعون صراخك:
أليس لي حق الحياة؟
يتهته كبيرهم:
ليس لك إلا الحياة التي نحددها!
ألم يترسخ في وجدانك أنهم لا يريدونك؟
وجودك ينغص سكينتهم، يقلّب المواجع، يؤرجح كيانهم الهش.
أي نعم لاحقني الموت، ولكنه منزوع الإرادة التي لا تتفق مع القدر، فالموت تحكمه الآجال، وفي القصف إقرار لبعضها!
يصطنعون المشاهد لأقناع الدهماء بحتمية التخلص منك، وأدك، دهس جسدك أسفل سنابك الخيل.
بالطبع يجمعون من الرعاع أطنان أموال الضرائب لصناعة هذه الطائرة التي تقصفك ليلا ونهارا.
اليوم أزف لك البشريات، فإنهم يألمون كما تألم أنت.
أتصدق أن جيشهم أضحى ألعوبة، تمتطيها كيفما يعن لك، تعبث بها، تفكك أواصرها، تعيد تركيبها لتقتلهم.
لا تصدق دعايتهم؛ فهم لا يجيدون إلا الكذب البواح!
عتادهم لا روح فيه، سقيم، أصابه الدوار، قالوا:
سيطرنا على الأرض.
أسألهم عن الأرض التي يتشدقون بذكرها!
سأعرض عليك اليوم مشاهد مئات الدبابات المدمرة المنثورة فوق القاع.
سأعرض لك فيلما للمئات من قتلاهم، لتعلم أنني حافظت على عهدي لك!
سأعرض عليك صور القوة والبأس والجلد، كيف تحرق دبابة بلهيب صدرك!
لن أخلع لثامي إلا حينما نمشي سويا فوق ربوع أرضنا المحررة، سنلعب، نلهو، نتقافز، نضحك، نتشاقى، نصنع أحلامنا، نزرع أشجار الزيتون، نحصد سنابل القمح، نغني المواويل، نقيم الأعراس، نحفر ينبوع الكرامة ليشرب منه الأبناء.
تمت بحمد الله

التعليقات مغلقة.