وخِتامًا، لا سَلَّمكُم الله .. بِـقَــلـم .. حُسام الدِّين طَلعت
سيحتفل العالم باليوم العالمي للطفل في غضون ساعات قليلة، متمنيين للطفل أن يحيا في بيئة آمنة وأن يلتحق بالتعليم وأن يشرب ماء نظيفًا خاليًا من الميكروبات، وأن يمارس حياته بكل أريحية؛ ليعيش سنه ولا يُجبر علىٰ العمل في طفولته، ولا يُزجُ به في أعمال غير شرعية، ولا نجعل فتياته يتزوجن دون بلوغهن السن القانوني.
كل تلك الحقوق وأكثر يحتفي بها العالم كل عام؛ ليحيا أطفال العالم في سعادة.
أيُّ عالم يستطيع أن يحمي هؤلاء الأطفال من حروب تطأ نفوسهم البريئة وأجسادهم الرقيقة؟!
إنَّه عالم بلا ضمير، تجرَّد من أسمىٰ أنواع الفضيلة وهي نجدة الملهوف، أيُّ عالم يرى بأمِّ عينِيه ويسمع بآذان مُصغية أنات صغار وأطفال غزة؟!
إنَّه عالم افتراضيّ، نجده علىٰ شبكات التواصل الاجتماعي يندد ويشجب وينشر كل مقاطع انتهاك حقوق أطفال غزة.
لكن، هل تستطيعون مقابلة ربكم وأنتم مكممو الأفواه، لم تهبوا لنجدتهم؟!
بم ستجيبون الله يوم القيامة حين يسألكم عن أطفال غزة؟!
هل ستقولون إنكم تعاطفتم؟! أم أدنتم ونددتم وبكيتم.
لكنكم كاذبون، والله يعلم كذبكم.
لن تنالوا الجنة أبدا بحول الله وقوته.
هل تدرون لماذا؟ لأنَّ من قتل نفسًا بغير نفس، فكأنما قتل الناس جميعًا. وأنتم ستُحاسبون أشدَّ الحساب علىٰ قتل هؤلاء الأطفال دون ذنبٍ اقترفوه.
الآن، وأنا أكتب تلك السطور البائسة، على صفحات العالم الأزرق العابسة، تُدَّكُ بيوتٌ ومدارس وحدائق ومشافٍ. بيوتٌ كانت تأوي أطفالًا تحتفلون بيومهم، لكنهم تحت الأنقاض يئنون دون مجيب، مَدارس تُعلِّم أجيالًا سيقتصون من صمتكم الأشبه بصمت الموتىٰ.
أمَّا الحدائق أصبحت ركامًا فوق ركام، والمشافي دُكت؛ لأنَّ النفق تحتها يرعب كيانًا من القردة.
ولأنَّ ممراتكم الآمنة لم توصل وقودكم المميت المشئوم أيها المطبِّعون.
وغدا أو بعد غد احتفلوا واحتفوا بيوم الطفل العالمي يا عالم أصم أبكم بلا ضمير.
وخِتامًا
لا سَلَّمكُم الله أيُّها المطبِّعون.
التعليقات مغلقة.