موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

إبادة على شاشات التلفاز … بقلم عصام الدين محمد أحمد

269

إبادة على شاشات التلفاز

كانت هنا دورا ودورا.

قطنها حتى الأمس أناس.

اليوم لا شيء وجثامين ملقاة على مدى الأفق.

هل ضرب الأرض زلزال، أم أغرقها أعصار؟

هل ثارت الطبيعة فانتقمت منها شر انتقام؟

توترني الأسئلة أثناء تنقّلي من موضع لآخر، أيضا تنأى الأجابات مبتعدة عن ذهني المكدود،كانت لي دارا هنا، كان لي زوجة وأولادا وغرفا، غطت لمساتي أركانها، الألوان التي أحببت، الأشياء التي اقتنيت، نثرت في ربوعها الآمال والأحلام.

هنا افترشنا الأرض لنأكل، هناك جلسنا أمام التلفاز، ضحكنا، لعبنا، تسامرنا.

خلف الأبواب الموصدة بكيت حالي، تذمرت من قسوة المعاناة.

نحيبي أشبه ما يكون بالهدهدة!

الدفء والمناوشات أصبغوا حياتي بالراحة، اكتنفت السعادة مفردات المكابدة .

اليوم لا شيء أمامي سوى الفراغ!

الآمال والأحلام أُجهضت أسفل الدار.

عصابات من شتى أصقاع المعمورة تكالبت لنحري!

هل ارتكبت جريرة ما؟

لم يسمحوا لي بالشكوى، أتلقى السهام فقط، أنطرح يمينا؛ لا بأس، أنكفأ يسارا؛ حق أصيل لك.

لا تصرخ؛ فالصراخ ممنوع.

كن صلبا صامدا صابرا!

أليس من حقي التعبير عن خلجاتي؟

ما جدوى الإفصاح؟

أيها العالم أنا بشر مثلكم!

يمتد الدمار إلى ما لا نهاية، اُنتزعت مئات الحيوات دون سبب.

بأي ذنب قتلوا؟

ألأنهم بشر رغبوا في الحياة والتحرر؟

ماذا فعل أولادي ربائب المهد حتى تقتنصهم أياد الغدر؟

لم يحملوا سوى أقلام الرصاص والأوراق، أهذه جريمة يستحقون عليها الإعدام؟

من القاضي الذي أصدر حكمه؟

ما كادت زوجتي تخبز الأرغفة حتى شطبتها الممحاة من على سطح البسيطة، أين تهديدها للسلم العالمي؟

أتروق لكم هيئة الأرض الآن؟

لا تغادروا التلفاز!!

حطام، ركام، أنفاس نافقة أسفل الأرض، أهذه الصور محفوظة بكراسة التخطيط الإستراتيجي؟

يصيبني الإعياء، أنتحي فوق كومة، أتأمل السماء؛ مزدحمة بالأدخنة ونثار الأغبرة، أتهاوى، ترحل أنفاسي مؤقتا، يتفصدني الهزال، أتناجى:

أتتخلى عني؟

تتغمدني السكينة، أغفو:

(مروج خضراء على مدى الشوف، أنهار مياه رقراقة صافية، أشجار قطوفها دانية، أنخاب لبن وعسل وخمر فوق كل الموائد ، وما أكثرها!

يخلب لبي الجمال البهي.

أتحسس لباسي؛ نسيجه إستبرق، لا تضاهي نعومته أي نعومة أخرى،الزرابيّ مبثوثة في شتى الأرجاء.

ها هم أولادي بطيرون، يجوبون الفضاء.

تهل زوجتي رافلة في الديباج.

ما أجمل أنغام التسبيح والتهليل.)

أصحوعلى أصوات قصف طائرات أحفاد السامري المروعة، أأصبحت هدفا لأطنان القنابل؟

عموما لا أملك القدرة لمغادرة غزة.

أزحف، تطاردني الشظايا، أقف، أقع، أنهض، أتشظى.

تمت بحمد الله

التعليقات مغلقة.