موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

“اللامسافة” قصة قصير بقلم/ نجوى عبد الجواد

322

أعاد البروفيسور هنري البحث إلى موشي وقد بدا عليه الغضب :سيد موشي إذا حكمتنا عواطفنا ستضيع الأمانة العلمية، ينبغي ألا يكون بينك وبين الحقيقة مساحة حب أو كراهية، تعامل من اللامسافة حتى تقدم بحثا نزيها.
سيدي :أنا…
أنت تحمل إرثا من كراهية العرب والمسلمين.
وكيف لا أكرههم وقد أزالوا دولتنا وطردونا من أرض الميعاد.
فلتكرههم كما تشاء، لكن في بحثك لا مشاعر تحركك.
وما مشكلة البحث؟
رؤيته أحادية الصوت، يخلو من الوثائق والأدلة، عليك بطرح رؤية الطرف الآخر، ولتنطق الوثائق والأدلة وشهود العيان بالحقيقة أيا كانت.
حنا حنا، موشي قرَّر السفر للشرق الأوسط.
ولِمَ؟!.
من أجل بحثه.
كل المعلومات متاحة هنا فلِمَ تذهب إلى الأعداء، وماذا سيقولون لك غير الأكاذيب؟!.
سأثبت بنفسي كذبهم في بحثي.
لست محتاجا للسفر.
اعرف عدوك كما يقولون. رد موشي
اليوم الاثنين من شهر مارس عام ٢٠٩٣م حطّت طائرة موشي في مطار القدس، لم يعامل كحفيد عدو، بل بوصفه ضيفا قدم لبلدٍ كريم مضياف. عُرف هدفه ويسروا له ما أراد. لمدة ثلاثة أشهر تنقَّل بين مكتبات القدس وغزة والضفة وعدة مدن كبري، زار متاحفهم التى سجلت لنصر أكتوبر، شاهد مئات الفيديوهات لعمليات من النقطة صفر وتألم لظهور المثلث الأحمر كثيرا، وأكثر بكثير مما أشارت مذكرات كبارهم، رأي المعارك وهاله طرفها الثاني : مريض يئن، طبيب يجري الجراحة على ضوء الهاتف، امرأة تبكي أولادها، وبشر من تحت الأنقاض يحمدون الله… وجه آخر أُخفي عنهم عمدا، تشويش أصاب يقينه الذى جاء يحمله، لمن ينتصر: مشاعره أم الحقيقة التي بزغت أمامه كضوء الشمس، أنا أتالم سيدي، كم هى مُرة الحقيقة، كم هى مؤلمة الهزيمة.!
تابع بحثك لاتجعل بينك وبين الحقيقة مسافة حيرة أو ألم. يكفي هذا بروفسور.
طالما أنت في فلسطين دعِّم بحثك بشهود عيان.
شهود عيان؟ ! كيف سأجد هؤلاء العجائز؟
سأجري اتصالاتي بمن سيساعدك.
مرحبا شيخ إسماعيل، هل أنت قادر على سماعي؟
أنا أكثر شبابا منك.
ضحك الحضور. لتتحدث كما شئت ثم أوجه لك عدة أسئلة.يقول موشي.
كانت أعظم أيامنا وأشدها قسوة، دمرت عدة مدرعات من المسافة صفر، لم نكن نخاف كنا نطلب الشهادة كما تطلبون الحياة.
حكي الشيخ وأفاض وكله فخر واعتداد وأجاب على أسئلة الباحث، عاش اللحظات كأنها الآن، كبرَّ في لحظات النصر، وبكي لحظات الفراق، أخرج من دولابه خطابا من عدة أوراق بدا ورقه مصفرا، وأثر الزمن عليه لايحتاج دليلا. إنه خطاب رفيقي حسن إلى خطيبته، كلما خرج في مهمة أعطانا هذا الخطاب الذى يوصيها فيه ألا تنساه، وإذا عاد أخذه وسطَّر فيه تفاصيل مهمته الناجحة، وفي المهمة الأخرى يضيف سطرا :أنا خارج أبغى الجنة، إن لم أعد لاتحزني فأنا شهيد، وتزوجي وليكن ابنك الأول حسن!. ولم يعد حسن. يقبِّل الخطاب ويقول :ربح البيع يا حسن، ليتني معك، ليتني معك.
ولماذا لم يصل الخطاب لخطيبته؟
بنظرة من لم ينس، ولن ينسى أجاب:وصل إليها أجدادك قبلي وألحقوها وكل حيِّها بحسن!.
شعرت بالخجل برفسور هنري مماحكي الشيخ إسماعيل وهاأنا ذا أخذت بنصيحتك وتحريت الصدق و النزاهة العلمية مهما كلفني ذلك من متاعب. كانت هذه آخر كلمات الإهداء التى حملها كتاب الباحث موشي حنا “اللامسافة” لأستاذه.
واختلفت آراء القراء حول السيد موشي هل الحقيقة غيّرت مشاعره، أم أن إرث الكراهية أقوي؟!

التعليقات مغلقة.