مسرحية أوليفيا … الفصل الثاني- المشهد الثاني : إيليَّا و إيرين … شعر د. ريهان القمري
في صباحٍ من صباحاتٍ دنت
شمسُها قبل شروقٍ للمساءْ
صاح (إيليا )و(إيرينُ )جرتْ
خلفَه في ضحكةٍ تروي الفناءْ
إلقفي (إيرين ) هذي كُرَةٌ
بعدها طيري ورائي للفضاءْ
فجأةً تجري بعيدا عنهما
تلتقي (ماييرَ ) مثل الكهرباءْ
تضربُ الرأسَ فتغلي نارُها
كالبراكينِ وتسري في الدماء
“من رماني “؟ صاح غيظًا صوتُهُ
مثلَ شيطانٍ رجيمٍ بين ماءْ
سوف أشويك ذبيحا يا فتى
يا (إيليَّا) يا سليلَ الأغبياءْ
▪️أرين تجري على أخيها :
ليس ( إيليَّا ) أبي بل إنها
نفخةٌ من فمِ ريحٍ في الهواءْ
أبعَدَتْ عن قبضَتِي إحكامَها
لا تعاقبْ توءَمي ، روحي فداء
▪️إيليا لمائير:
غلطتي، فاقبلْ لأُختي عذرَها
إنني الأقوى فلُمْني إذ تشاءْ
واعتذاري سابقٌ يا أبتي
آسفٌ منك أبي ، فاصفحْ رجاءْ
▪️ماييرُ يصفعُ إيليا على وجهه:
لا تقُلْها مرةً ثانيةً
لمْ أكنْ يومًا أبا للغرباءْ
وابتعد يا غرُّ عني إنني
أكره اليوم الذي جِئتَ ابتلاء
إيليَّا لوالدته :
ليس (ماييرُ ) أبانا إنه
يحملُ الغلَّ و يسعى بالعداءْ
من أبانا أمنا ؟ قولي لنا
خبريني ، وارحميني من شقاءْ
لم أعد طفلا صغيرا ، فانظري
أستطيعُ القفزَ في أعلى السماءْ
▪️مائير في غضبٍ:
أكرهُ العينينَ فيها نظرةٌ
نفسُ (إرنستو ) كوغدٍ منه جاءْ
هذِّبي الأولادَ أوليفيا ولا
تهملي أخلاقهم كالجهلاءْ
▪️إيليا لمائير مدافعا عن أمه :
ليس حقًا ذنبُها بل ذنبُنا
لا تُحمِّلْ أُمَّنا هذا العناءْ
قُلتَ ( إرنستو ) أبانا و أنا
أسألُ اليومَ ، أريدُ الاهتداءْ
▪️مائير لأوليفيا غاضبًا :
هل رأيتِ الآن أخلاقَ القُرى ؟
لستِ أهلًا لقصورِ النُّبلاءْ
هَذِّبِي الطِّفلينَ أوليفيا فلا
ألتقيكم في طريقي كالوباءْ
ليس ذنبي أنني آويتكم
في قصوري بعد تيهٍ في العراءْ
هل نسيتِ اليومَ حقًا فضلَنا
بعدَ أن كنتِ تُخيطينَ الحذاءْ؟!
▪️أوليفيا ساخرة :
فضلكم ؟
يا فضلكم !!
شكرًا لكم
جاء يومٌ نشكرُ الطغيانَ …جاءْ
يشكرُ المسروقُ قهرا غاصبًا
يسرقُ الأرضَ و عرضَ الشرفاءْ
هل نسيتَ الدارَ ؟ … كانت لأبي
قبل أن تعلو عليها بالبناءْ
زيَّنتْ بستانَها أشجارُنا
قبل أن تهوِي بأيدي الدخلاءْ
ليتها دامت جِنانًا بيننا
تذكرُ الروحُ لها حاءً وباء
نزرعُ الليمونَ نجني بسمةً
نعصرُ الزيتونَ في فصل الشتاءْ
صوتُ إرنستو يغني بيننا
ترقصُ الأزهارُ حُبَّا وهناءْ
▪️ماييرُ ضاربا أوليفيا :
تجرحينَ القلبَ حيثُ المُنتهى
تُزعجينَ السمعَ مثل الببغاءْ
فاذكري أشجارَ زيتونٍ هوت ْ
فوق قلبي مثل سيف بالشقاء
واغربي عن نار قلبي واعلمي
أنني أمحو دموعي بالدماء
الشخوص
١-أوليفيا ( الاسم يعني شجرة الزيتون ) : العروس المجبرة على زواج فاسد
٢-مايير : العريس الطامع فيما ليس له
٣-إرنستو ( الإسم يعني المخلص ) : زوج أوليفيا الذي اختفى في ظروف غامضة
٤-آرثر : كاهن فاسد كتب عقد زواج باطل بين أوليفيا و مايير
٥-العمة صوفيا ( صوفي): عمة مايير و آرثر وهي سيدة تمتلك المكر و الدهاء
٦- إيرين ( الإسم يعني السلام و الوئام ): ابنة أوليفيا و إرنستو
٧- إيليا ( إلهي يهوه أو عبد الله ) : ابن أوليفيا و إرنستو
التعليقات مغلقة.