“رجال صدقوا ” شعر د.وجيهة السطل- عمودي/ بحر الكامل

“رجال صدقوا ” شعر د.وجيهة السطل- عمودي/ بحر الكامل

راياتُنا مرفوعةٌ فوق الذرا
لم نرضَ يومًا أن نعودَ القهقرى

جُبُّ عميقٌ والعصابةُ إخوتي
يا ويحَهم وطني يباعُ ويشترى

أعطَوا أمانًا
للعدوّ، وصدّقوا
عسرَ الحياةِ بوعدِهِ قد أيسرا
-لم يُدركوا أنّ الحقيقةَ مُرّةٌ
ودماءَنا سفكوا فسالت أنهرا

صَمّوا وضلّت في الفلاةِ خطاهُمُ
والأرضُ ضجَّتْ تشتكي مما جرى

قطعوا الأواصرَ لم يراعُوا حرمةً
حقّ الأخوّةِ كالسرابِ تبخّرا
-أرضى نذالتَهم فسادُ ضمائرٍّ
والله يلعنُهم ومَن وطئ الثرى
-مَن ظنّ منكم أن نغيّر جلدَنا
ونصيرَ أذنابًا لكم أو نُقبرا
-أغواه شيطانُ النذالة فاكتسى
بُرُدَ الخيانةِ ثم في نومٍ سرى
-عهدٌ علينا أن نحرِّر أرضَنا
فرجالُنا في غزةٍ أسدُ الشرى
-وجميعُنا ندري بأنّ عدوّنا
أمِنَ العقابَ مِنَ الرعاةِ فزمجرا
-شَنّوا على أزهارِ غزّة حربَهم
بإبادةٍ كيلا تضوعَ وتكبُرا

وتصيرَ مثلَ أبي عبيدةَ فارسًا
يغتالُ صحوتهم، فينسَونَ الكرى

نفَروا فنوّعتِ البلاءَ رَحاهُم
واللهُ أوعدَ بالعذابِ وأخّرا

ورأَوا – وهم جُبناء- أنّ نضالَنا
نارٌ ستصهرُنا لنبقى الأطهرا
-الله أكبرُ يا فلسطينُ افخري
حقٌّ علينا أن نذودَ ونصبرا

هَُبُّوا فخُطّوا يا بواسلُ نصرَكم
مجدُ البطولةِ أن تكون مُحرّرا

دربُ النضالِ به دمانا أزهَرَتْ
والصبحُ بعد طويلِ ليلٍ أسفرا

والموتُ في الوطنِ الحبيب كرامةٌ
مهما طغى الباغي ومهما استنسرا

أرواحُنا تأبى
الحياةَ بذلّة
وصمودُنا سيظلُّ سيفًا مُشهرا