“هزيمة مقبولة ” خاطرة بقلم/ ولاء جمال ناصر
تؤلمنى خيبتى فقلبى هش لا يستطيع تحمل المزيد من الفقد
آلامى مبرحة تقطع أوصال قلبى الهزيل
يؤلمنى ارتباطى بالأشياء حد الفناء ، يؤلمنى حبى لبيتنا وغرفتى ووسادتى وقلمى ذاك القلم الذى احتفظت به منذ سنوات ولا أستطيع تركه
كانت جريمتى الأولى التى لا أستطيع أن أغفرها لنفسى تلك الأوراق التى مزقتها فى إحدى ثورات غضبى عندما أخبرنى أحدهم أننى سأقتل نفسى بين هذه المقتنيات القديمة التى لا أستطيع مفارقتها
بكيت كثيراً وصرخت قائلة ” أنا قوية واستطيع تحمل حياتى بدون هذا التعلق الطفولى بأشيائى ” وامتدت يداى لتمزق تلك الأوراق القديمة التى كتبت فيها أولى كلماتى وأنا صغيرة ثم جلست أبكى حتى اعتقدت أن نحييى يكاد يصل إلى المدينة المجاورة وعرفت يومها أننى ضعيفة لا أحب الفقد ولا الفراق
لملمت شتات نفسى وجلست مهزومة كيف لى أن اتغلب على هذة العادة الطفولية ؟! كيف للإنسان أن يخرج من طفولته دون أن تترك فيه هذا الأثر العميق ؟
نظرت إلى ذلك الصندوق الخشبى العتيق الذى ورثته عن جدتى وقد امتلأ بأوراق وتذكارات ومقتنيات جمعتها فى سنوات عمرى الثلاثين وقد كان لكل منها ذكرى نقشت فى قلبى وعقلى فتحت الصندوق وشممت ذلك العطر القديم الذى ينبعث منه فلكل شئ رائحة حتى الجماد له رائحة وكلما مرت السنوات أصبحت الرائحة أقوى وكان أثرها أعمق ، حينها شعرت بأن تعلقى الطفولى على الرغم من غرابته إلا أنه الشئ الوحيد الذى يستطيع أن يبعث الدفء فى قلبى فقررت قبول هزيمتى ومسحت دموعى وأنا أقول ” سحقاً للنضج ، أحبك طفولتى “
التعليقات مغلقة.