لُغتي …شعر م محمد كمال أبوعايد
” لغةٌ إذا وقعت على أسماعنا “
نطق الفؤادُ بها وأصبح شاعرا
لغةٌ جميع حروفِها مرفوعةٌ
حتى وإن كُسرت فلن تتأثرَا
لغةٌ يفوحُ المسكُ من أطرافِها
نزلت لأهلِ الأرضِ نهرا كوثرا
نزلت من الرحمن فوق رسولِه
لتقيم فوق الأرضِ حرفاً طاهرا
لغةٌ ببيت الله يُتلى حرفُها
وتنير قدساً في الظلام وأزهرا
لغةٌ أجاد بها الأوائلُ فارتقوا
فوق الجميعِ بلاغةً وتَبحُّرا
هذا امرؤ القيس وهذا طرفةٌ
وأميةُ بن الصلتِ يخلف “عنترا”
كل الذين تعلقوا بجمالها
جعلت لهم صوتاً يُذاع ومنبرا
وهي المليكُ على اللغاتِ جميعِها
ويحقّ أن نُعلي الرؤوس ونفخرا
لغتي السماء بغيمها وبخيرها
حملت إلى الدنيا الجمال مسطرا
تشكو من الأهل الجحود لأصلها
هي كنزنا المدفون في قلب الثرى
تشكو من الأهل انقطاع حنينهم
ولسانهم بين اللغات تغيرا
يا عصبة الضاد الذين تغربوا
عودوا لحرف بالجمال استأثرا
لا ترحلوا عنها ولا تتنكروا
من ذا لهذا الحُسنِ أن يتنكرا
واستمتعوا بكنوزها وجمالها
ودعوا اللسان يقيمها والدفترا
فاتلو كتابَ اللهِ تعرفُ حُسنَها
ويحنّ قلبك خاشعاً متدبرا
لغتي أنا عربيةٌ قدسيةٌ
تأبى بأن تُطوى وأن تُستعمرا
التعليقات مغلقة.