مجازر ضد الإنسانية ترتكبها مليشيات الدعم السريع المتمردة في السودان.بقلم.فاطمة الكفراوي
شهد العالم العديد من الصراعات التي خلفت آلاف الضحايا ما بين قتلى وجرحى؛ فالصراعات ليست بالظاهرة الجديدة فهي قديمة قدم الإنسان وتعقدت بتعقد الحياة البشرية؛ حيث عرف العالم صراعات بسيطة بين القبائل، كما عرف صراعات معقدة أدت إلى حروب إقليمية وعالمية؛ إضافة إلى الحروب الأهلية التي تعرف في أغلب الأحيان بالدافع الإثني، مثل تلك التي نشبت في العديد من الدول الإفريقية التي تعاني من الإضطرابات وعدم الإستقرار لأسباب عرقية وسياسية وقبلية تحركها التدخلات الأجنبية مما جعلها تصبح مسرحا للصراعات.
ومن بين هذه الدول الافريقية السودان الذي يعتبر من أهم الدول الغنية بالإمكانيات البشرية والطبيعة؛ ثم أصبح من الدول التي تعاني الصراعات والحروب الأهلية من بينها الصراع القائم في إقليم دارفور وهو واحد من أبرز القضايا الإفريقية الدولية المعاصرة الأكثر تعقيدا التي ظهرت على سطح الأحداث التاريخية والسياسية العالمية فانشغلت بها الدول الإفريقية والعربية والغربية وأصبحت في مقدمة القضايا المطروحة على المنظمات الإقليمية والدولية.
بدأ الصراع في إقليم دارفور في عام 2003 عندما بدأت مجموعتان متمردتان هما حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة بقتال الحكومة السودانية التي تتهم باضطهاد سكان دارفور من غير العرب. ردت الحكومة بهجمات عبارة عن حملة تطهير عرقي ضد سكان دارفور غير العرب أدت الحملة إلى مقتل مئات الآلاف من المدنيين واتهم بسببها الرئيس السوداني عمر حسن البشير بارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية من قبل محكمة العدل الدولية.
و كانت هذه الثغرة لبداية الصراعات في إقليم دارفور وتهديد استقرار السودان بالكامل و حتى الآن مازالت الصراعات مستمرة ففي عام 2023 أصبح الوضع في ولاية غرب دارفور يزداد صعوبة مع قتل آلاف المواطنين وإصابة أكثر من 6 آلاف آخرين مع عدم وجود أي تدخل لعلاج الجرحى الذين يعانون، فضلا عن تسجيل حوالي ألف مفقود في ظل فقدان سيادة الدولة بشكل كامل في الولاية.
كما ان جرائم ميليشيا الدعم السريع أدت لتدهور الوضع الإنساني والمعيشي بشكل كبير في ولاية غرب دارفور مع زيادة أعداد المهاجرين والنازحين من غرب دارفور إلى دولة تشاد، إذن فالحرب الحالية في السودان لها معايير مختلفة وما يحدث في غرب دارفور أمر مختلف تماما وهو ليس صراع قبلي كما يحاول البعض تصويره.
حيث ترتكب ميليشيا الدعم السريع مجازر ضد قادة الإقليم المحليين وآلاف الأبرياء من أطفال ونساء وكبار السن بالإضافة إلى إعدام عدد كبير من المواطنين السودانيين بطريقة وحشية.
ولابد من تحرك المنظمات الدولية والمحلية لإنقاذ حياة اللاجئين السودانيين وكذلك المدنيين والجرحى من قبضة ميليشيا الدعم السريع وإطلاق سراح المحتجزين والمعتقلين لديها.
التعليقات مغلقة.