اعتذار مرفوض .بقلم .مجدي شعيشع
خلية هاشم مكتظة بالنحل، محاصرة بين الأسوار والبحر، حماس النحلِ داخلها يشعل قوة أفرادها، استنفار لا يهدأ وعزيمة لا تلين لتأمين الرزق والأمان والحياة، رغم الحصار الخانق من الذباب الأزرق، الذي يقتلع الحياة من نفوس الصغار، يرافقه هجوم بربري من قوى الشر على ماتبقى منهم.
تنفجر أنفاق الأرض بحماس يقتلع أوتاد اليأس من عقول النحل فى خلية هاشم، حتى باغت عدوه، ومن المسافة صفر ، قَضَى وطرَهُ من ذباب تجمع من شتات الأرض، فى ساعة مبكره من صباح يوم الغفران، السابع من أكتوبر 2023، هجوم مباغت، كأنه طوفان الأقصى ، كشف سوأة التطبيع، ورتق هفواته، التطبيع الذي أمنهم فى خلية لا يمتلكوها، لازالت خلية هاشم مفتاح الحرية والعِزة والكرامة.
على ضفاف قريتنا خلية نحل محاطة ببرواز من فولاذ، لحماية النحل داخلها، تُبنى الخلايا على الحدود، لتجنب الصدام بين النحل والذباب الأزرق ومخالبه الملطخة بالخراب.
بعد سقوط الذباب، حامت دبابير سام، بهمجية الأفاعي الشاردة، لاصطياد صغار النحل، لغسل عار طوفان الأقصى الذي أغرقهم فى بِركة من الإخفاق والانكسار.
ارتدى الذباب قناع سام، ومازالت عيونهم الزائغة مصوبة على خليتنا
التي آثرت السلامة.
دبور أرعن، انحرف ناحية خليتنا يتخبط كثور هائج، دهس على أثره نحلةً وأصاب بعض النحل، فلما طاردناه، خفض جناحيه فى إشارة للانكسار، ربما خجلاً وربما اعتذاراً.
حين تمنح الأمن والسلام لجار همجي لا أصل له، فلن تَجني غير الخراب.
وَأَدَ الذباب الأزرق صِغار النحل وَأْدَ الصُبح فى عيون الصبايا، سحقوا بالفسفور أحلامهم، يطلقون سلاحهم الفتاك، الصغار يستشهدون تحت القصف، ذباب نازي يقصف الأمن على قارعة الطريق، فتتساقط الأرواح بي الأسِرِّة والأسقف التي المُنهارةِ عليها.
تعرت غصون السكينة، خيَّم البوم على أشجار الزيتون ينعقون خلف الغرقد، لاتسمع غير شهقات الشهادة، ولا سلام على وطن السلام.
لا وقت للعزاء، فملك الموت لايبرح خلية هاشم، وفى حضرته يزداد رصيد الثأر كل يوم.
سحقوا بتلات الأطفال، ومياسم الأجنة فى الأرحام، كالأفاعي تحاصر أوكار العصافير، وتعتصرهم على أغصان الزيتون، وحين نحاصرهم، يقدمون اعتذار اللئيم، المُحاصَر بالتُهم، فالسكوت جُبن، ومنحهم فرصه تشعرهم بضعفنا، ولن تشبعهم عشرات الفرص، حتى يستبيحوا أرضنا بل ويحتلوننا إن استطاعوا.
حين ترضى خير دبابير الأرض اعتذار ذباب لقيط، يمنحهم فرصاً للغدر، يعودون بعدها مرة واثنين وعشرة، ولن يهدأوا أبداً.
أشار دبور صَارِم، بلغة يفهمها كل كائن حي، لو فكر دبور فى الاقتراب من حدودنا، سيكون دبوراً وزن علي خراب عشه …
مجدي شعيشع
التعليقات مغلقة.