الوحم وسنينه.بقلم.هالة على أبو الذهب
تابعته وهو يحاول أن .. يفرد طوله… مستنداً إلى جدار.
صغيرها الذي لم يتم عامه الأول بعد.
أفتر ثغرها عن إبتسامة باهتة مع هزة رأس تنم عن الحسرة.
انتبهت لما تفعله وعدَُلت من وضع طاسة الزيت على موقد
الجاز أمامها حتى لا تسقط عليها.
قلبت قطع البطاطس في الزيت المغلي وتسارعت الذكريات
في رأسها .
أسندت رأسها على كفها ومالت على الحائط بجوارها.
ها هي تجلس نفس الجلسة في بيت زوجها فاليوم يومها
لإعداد طعام الغداء لعائلة الزوج الكبيرة التي .. سرح ..
افرادها للغيط كما يفعلون كل يوم رجالا ونساء.
اما هي ولأنها حامل فلم تكن تخرج للغيط.
جهزت الطعام وجلست لتحمر قطع اللحم التي قطعتها
أم زوجها بعدد أفراد العائلة.
اشتهت قطعة، راودتها نفسها أن تلتقط قطعة صغيرة
ولما لا وهي تتوحم ولكنها تذكرت حماتها
فأحجمت عن مد يدها ولكن غلبتها رغبتها المُلحة
فالتهمت أكبر قطعة وتلذذت بلعق أصابعها بعدها.
عاد الجميع مع آذان المغرب وبدأ الخوف يتملكها
من القادم عندما تكتشف أم زوجها أن هناك قطعة
لحم ناقصة.
لا تدري ما سيكون رد فعل الحماة ولا ما ستقوله هي
عندما تسألها أين ذهبت القطعة المفقودة.
تحلق الرجال حول الطبلية ووقفت النساء في انتظار
أن ينتهوا من الأكل ليأكلن مع أطفالهن وعندما بدأت
الحماة في توزيع قطع اللحم تسارعت دقات قلبها وهي
تتابعها وقد قطبت جبينها وضاقت عيناها وهي تنظر إليها.
جمعت أم الزوج نساء أبنائها في صف وأمسكت مصحفاً
بيدها. كانت تقف أمام كل واحدة وتجعلها.. تحلف.. على المصحف أنها لم تأكل قطعة اللحم الناقصة.
تذكر تلك اللحظة جيدا ولما لا وهي ما أن أمسكت بالمصحف
حتى أغمى عليها وأفاقت لتجد نفسها في … دار ابيها …
مستلقية على فراشها.
نظرت إلى صغيرها وبكت فقد عادت إلى بيت أبيها تحمله في رحمها والأن قارب على بلوغ عامه الأول دون أن يرى أباه فقد عاقبتها حماتها بهجر زوجها لها أدبا لها.
هالة علي ابو الذهب
التعليقات مغلقة.