“ضمير الغائب “
قصة قصيرة بقلم/محمد الأمين محفوظ.
…بعصبية مُختلّ ينذرها بأن تمسك يدَها ؛ فلم يعد يتحمل مزيدا من إطلاقها …يسمع ابنه إنذاره فلا يشغل- به – باله…وإن حَفّه منه قلق على ما نال منه من تدليل ، تعليم خاص وسيارة ومصروف يومي يغطي معيشة شهر لعائلة من الطبقة الوسطى كما يدّعون وجودها…
.
التقطت أذنه – يوما – من أبيه غمغمة تشي بأنه ينتوي بيع سيارته وخفض نفقته..إلا أنه رقد مريضا أسابيع …ثم توفاه الله…
.
كان على ابنه أن يباشر متجره وقد كان أبوه يملكه و بنفسه يديره.. وعلى أساس أنه دارس تجارة في الأمريكية ؛ يتفقد عمل مَن كان أبوه ينيبه وقد صار بديلا في الإدارة … يتفاجأ إذ – لم يكن له يوما يزوره – بقلة السلعة المعروضة وشُحّ مخزونه…حتى عماله قيل له : استقالوا.
.
ليلا ، دخل حجرة مكتبه المغلقة منذ رحيله ؛ بحثا عن شيء يكشف أسباب التردي وتنحِّي عماله…بعد تقليب في الأوراق وتنقيب في الأدراج وجد ورقة من نتيجة حائط على ظهرها الخالي قرأ : بعد التنعيم والتدليل جاء دورك البطولي فأنت ملزوم للخروج من التأزيم بأن تسدد الديون ويكون الله في العون…
لاطما على وجهه يستمر في التفتيش …سحبتْ يده ورقة صفراء مدسوسة من كومة ، يقرأ :
يا صاحبي ، خذها منِّي نصيحة مدروسة ومضمونة … بالفهلوة تكون مع الكوكبة.
التعليقات مغلقة.