” كفٌ مبتور ” بقلم الشاعر/محمد العلوي
في كفيَّ المبتورِ كانت ثورتي
ونزيفهُ المدرارُ يُثبِثُ عفّتي
.
من ألفِ عامٍ ما يزالُ مُضرجاً
والإحمرارُ سليقةٌ من تربتي
.
مخشوشَنٌ رغمَ النعومةِ كُلِّها
والشوكُ مجتمعٌ ليَخنُقَ وردتي
.
كم من مآسٍ قاسها كنكايةٍ
لم ألقَ حتفي دائماً في وقعتي
.
قد كنتُ رغمَ الجُرحِ أضحكُ عالياً
وأرى البياضَ مُعانداً في لوعتي
.
وأنا كشمسِ المعدمينَ على المدى
دفئي بقلبيَّ والمآسي شُعلتي
.
فبزغتُ قبلَ الشّمسِ أخرجُ باكرِاً
وعلى ضفافِ الملحِ نامت صحوتي
.
تمشي وتتركُ خطوَها مخضوضراً
ينمو ويكثُر من محاجِرِ دمعتي
.
ما غرّني طربٌ يُراوغُ ساعياً
لبلوغِ أهدافٍ تُسيءُ لنغمتي
.
ما جئتُ يوماً من فراغٍ إنما
جاءَ الفراغُ ليرتقي في حضرتي
.
بي لهفةُ العصفورِ حول فراخهِ
قلقاً أُغني لا هوىً من خيفتي
.
موجٌ يُلاحِقُني ومركبي مُنْهَكٌ
وبلا شراعٍ كيفَ أُكمِلَ رحلتي
.
كهفٌ وجاءَ العنكبوتُ مُدافِعاً
عن حقيَّ المسلوبِ أولَ خطوتي
.
عن ضحكي المسروقِ عمّا ينتمي
لحدودِ ألواني وبهجةِ لوحتي
.
ما ناخَ حمليَّ والطريقُ معقّدٌ
واليأسُ مُرتبكٌ يُصارع وحدتي
.
مع كُلِّ نخلٍ قد غرزتُ أناملي
فرأيتُ كفَّ شموخِها في صحبتي
.
صوتي وعقلي للحقيقةِ راكِنٌ
قل للضجيجِ ستخسرونَ بعزلتي
.
درعي حصينٌ مِثلَ جنحِ فراشةٍ
والربُّ يحميهِ. أ تُخرقُ جبهتي!
.
سيعودُ مُنتصراً ويُرجِعُ شأنهُ
مِثلَ العمودِ ونستظلُّ بخيمتي
.
كفٌّ تضرّعَ للإلهِ بخيفةٍ
فأثابهُ عزاً يُضافُ لعزتي
التعليقات مغلقة.