موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

القدوة الخادعة … بقلم خلود أيمن

289


إن مصطلح القدوة لهو لفظ عميق لا يستحقه امرؤ قط مهما فعل من أعمال صالحة ومهما قدَّم من إنجازات ، فكل إنسان يجب أنْ يفخر بذاته بالقدر الذي يُريد وليكن على علم أنه لن يتحول ليصبح قدوةً لأحد فهو وإنْ كان صالحاً في بعض الأعمال فربما يكون مذنباً في أمور أخرى فلن يسير على الصراط المستقيم أو النهج السليم طوال الوقت حتى يقتفي الجميع أثره ويرغبوا أنْ يكونوا مثله ذات يوم ، فيجب أنْ يكون اقتداؤنا بالصالحين في العهد القديم والزمن السالف فلم يرتكب أي منهم خطيئة قد تَمِس الشرف أو تنتقص من قيمة المرء كما يفعل الكثيرون في الوقت الحالي ، فمهما بلغ صلاح المرء فلن يصل لتلك المرحلة التي كان عليها هؤلاء الأولياء وعباد الله الصالحين الذين لم تطأ أقدامهم الزِلل أو يقترفوا الذنوب بكامل إرادتهم كما يفعل البعض اليوم ثم يُرجِعون هذا الأمر للضعف الإنساني والرغبات والملذات والشهوات وغيرها من المبررات الواهية التي لا تُفيد أو تشفع لهم يوم الحساب الذي تُعرَض فيه كافة أعمالهم أمام ربهم دون قدرة على الإفلات أو النجاة ممَّا فعلوا حيث تشهد عليهم حواسُهم بكل ما ارتكبوا من معاصي ، لذا فكلمة قدوة لا يَصِح بأي شكل من الأشكال أنْ تُقال أو تُطبَّق على أي امرئ كان لأنه لا يوجد مَنْ هو معصوم من الخطأ في أي جانب من جوانب الحياة مهما كان ضئيلاً بحجم ذَرة لا تكاد تُرى بالعين المُجرَّدة ، فيجب أنْ يضع كل فرد لنفسه حدوداً لكل أفعاله وتصرفاته حتى يجد فيه الآخرون ذاك النموذج المُشرِّف أو المثال الحي الذي يحاولون اتباعه في بعض الأمور الحسنة التي يقوم بها ويداوم عليها في حياته دون أنْ يتحول لقدوة فمهما فعل فهو أقل بكثير من أنْ يُطلَق عليه هذا اللفظ العظيم فكل ما يُقدِّمه إنما هو لنفسه في المقام الأول لأنه بغير حاجة أو انتظار لأنْ يُشار إليه بأي لقب ، فهو يعمل لدنياه وآخرته على حد سواء دون انتظار لمديح أو ثناء من أحد ، إنما هو بحاجة لما هو أكثر تشريفاً من ذلك ألا وهو رضا الله وعفوه فقط وبهذا يكون قد نال أعظم ما في تلك الحياة الفانية بلا رغبة في سواه وأدى ما عليه من أمانة أمام ربه ولم يَخُنْ ثقته فيه أو يُفرِّط في مبادئه من أجل أمور سفيهة بلا قيمة ، وبهذا يكون ذاك الإنسان السوي البسيط الذي يمتثل البشر بتصرفاته وسلوكياته فقط لا غير وليس قدوةً أو مثلاً أعلى أو خلافها من المسميات الواهية التي لا تُضيف إلينا شيئاً البتة إنما هي مجرد شكليات وشعارات خادعة يتهافت عليها الجميع بلا جدوى أو استيعاب لخطورة هذا الأمر ، فليس الجميع مستحقين لها على الإطلاق …

التعليقات مغلقة.