كل يراك بعين طبعه..أشرف العزب
كل يراك بعين طبعه
وقدرك في قلبه.
كل إمرئ يراك بعين طبعه وبعين أخلاقه
فالمحسن يراك محسنا لأنه لا يعرف إلا الإحسان،والفاجر يراك فاجرا لأنه لا يهوى إلا الفجور.
فكل إمرئ ينضح بما إحتوت نفسه التى بين جنبيه من مشاعر تجاهك فلا تعبأ بما يقال عنك،وسر في طريقك
فكل إناء بما فيه ينضح .
فلا تنتظر من الخبيث أن يراك أية فى الخلق،ولا من البخيل أن يراك مضربا في الكرم ولا المنافق أن يراك قمة في الصدق.
فالبعض يراك أطيب الناس والبعض يراك أسوأهم،والبعض ينسي لك دعمك ومساعدتك له دوما لمجرد موقف تعثرت فيه
وأخرين يلتمسوا لك ألف عذر وعذر.
البعض دائم النقض بداعى وبدون داعى لغيره في سلوكه وأخلاقه ليس أملا في إظهار نقص لعلاجه بقدر ما هو تجريح وتنقيص من شخصه.
والبعض يكرهك دون سبب وأخرون ينسجون جميل الكلام وعظيم المشاعر في خلقك وشعورك
وأنت نفس الشخص
ولكن كل عين تراك علي قدر محبتها لك وكل يراك من الزاوية
التى تقف فيها من قلبه.
قال سيدنا علي رضي الله عنه لنا قوم لو أسقيناهم العسل المصفى ما ازدادوا فينا إلا بغضا ولنا قوم لو قطعناهم إربا ما
ازدادوا فينا إلا حبا.
لذلك ثق بنفسك وشخصيتك وأسلوبك وحياتك ولا يهمك اذا ظهر ظلك أعوج لبعض الناس
فمن يراك بعين التعالي انظر له بعين التجاهل، ومن يراك بعين التواضع انظر له بعين الإهتمام.
امنح كل واحد حجمه لا أكثر ولا أقل
ولا تبالغ في تقديس أحد فتصدم
ولا تبالغ في ذم أحد فتظلم.
وتذكر انك لن ترضي غيرك أبدا
فقط اجتهد لنيل رضي الله وكن جميلا بخلقك ورضا خالقك فلن يرفعك حب من أحب،ولن ينزلك كره من كرهك.
كن أنت كما أنت فلن ينفعك مدح مادح ولن يضرك قدح قادح.
فالدنيا دار مرور والخير عند الله الملك الصبور.
قال ابن القيم رضا الناس غاية لا تدرك ورضا الله غاية لا تترك
فاترك ما لا يدرك لأجل ما لا يترك.
فالله يملك كل ما لا يدرك…
وتذكر إن النوايا الطيبة لن تضيع عند الله مهما أساء الأخرون الظن بها.
احترامك للناس لا يعنى انك بحاجة اليهم ولكنه مبدأ تتعلمه
من دينك ومن تربيتك
والخير الذي تتوسمه في الأخرين ليس غباءا أو سذاجة بقدر ما هو خير مزروع فى داخلك
فينبوع الخير ينهل من أثره الطيب الجميع وقدائح الشر معاول هدم أينما وكيفما حل.
قال تعالى…بل الإنسان علي نفسه بصيرا ولو ألقي معاذيره….
احترم تحترم وكن ثريا بأخلاقك غنيا بقناعاتك كبيرا بتواضعك.
فهنيئا لمن يحرص ألا يظلم أحدا ،ولا يغتاب أحدا،ولا يجرح أحدا ولا يرى نفسه فوق أحد.
سعادتك في يد الله فلا صديق ينزعها،ولا معشوق يمزقها،ولا قريب يتحكم بها فأنت لم تخلق لأجلهم.
وتأكد ان من يراك بعين قلبه
لن يتغير عليك مهما كانت الظروف،فالأرواح حين تعشق لا تملك حق الإختيار
حتى لو تغيرنا نحن عليهم
فرائعون حقا هولاء الذين قلنا لهم في لحظة ضيق دعونا وشأننا فأمسكوا بنا وقالوا أنتم شأننا.
التعليقات مغلقة.