غريب الدار… شعر د.إسلام حمدي عبد المقصود
العُمرُ يَمضِي مِن ثَنَايَا وَقتِهِ
وَالآمِرُ النَاهِي سَلِيبُ إِرَادَتِه
يَا لَيتَ شِعرِي كَيفَ مَرَّ كَلَمحَةٍ
مِن ذَا الزَمَانِ تَسَرَّبَت مِن رَاحَتِه
عَاشَ الغَرِيبُ بِأَرضِهَا مُتَسَربِلًا
بِالحُزنِ يَعصِفُ مِن عَمِيقِ شِكَايَتِه
إِذ كَيفَ يَحيَا فِي حَيَاةٍ تَرتَضِي
فَقدًا لِأَحبَابٍ بِوَجدِ مَرَارَتِه
إِن عَاشَ يَفنَى لَيسَ يَملِكُ حَظَّهُ
فَتَرَاهُ يَجرَعُ مِن مَرَارِ سِقَايَتِه
يَا أَيُّهَا المَخدُوعُ مَا لَك لَا تَرَى
إِلَّا ظَلَامًا مِن جَحِيمِ غِوَايَتِه
فِي وَسطِ هَذَا البُؤسِ جَاءَت فُرجَةٌ
مِنهُ الرَحِيمِ فَبَدَّدَت بِغَمَامَتِه
وَالنُورُ فِي قَلبِي تَرَاءَى ضَوؤُهُ
وَالغَيثُ أَمطَرَ مِن كَرِيمِ سَحَابَتِه
يَا رَبُّ يَا شَافِي جِرَاحَ مُعَذَّبٍ
دَمُهُ يَسِيلُ عَلَى نَوَاصِ عِمَامَتِه
وَسِعَت رِحَابَ الكَونِ مِنكُم رَحمَةٌ
قَد صَارَ مَحرُومًا يَنَالُ بِغَايَتِه
إِن نِلتُ فِي الأُخرَى جِنَانَ نَعِيمِه
قَد نَالَنِي عِزٌّ بِفَضلِ كَرَامَتِه
لَا بُؤسَ بَعدُ مِنَ الحَيَاةِ وَظُلمِهَا
جُمِّعتُ بِالأَحبَابِ عَطفَ رِعَايَتِه
.
التعليقات مغلقة.