“جلباب ذاكرتي”… شعر صديق الحرف. أحمد محمد حنّان على تفعيلة بحر الكامل
جيزانُ ياعبقَ الزُّهورِ
بكلِّ ثانيةٍ
بها دَرُّ الفصولِ
الأربعةْ،
يَامَنْ غدوتِ لمهجتي
إكليلَ
شوقٍ من ذهبْ،
وغدوتِ جرحًا
غائرًا
بين الضلوعِ
نزيفُهُ يخشى
الخلودَ إلى
الأبدْ،
ياطفلةً ميلادُهَا
من عمْرِ
نبضي والشُّعورْ،
ياقُبلةً
من مبسِمٍ
لولا رسيلُ شفاهِهِ
ماكنتُ قيسًا
في الوجودِ
ولي
بليلى شعرُ وجدٍ
في الهوى
كي أجمعَهْ،
غادرتُ
في ظُلْمِ الحياةِ
مغاضبًا،
ورجعتُ توَّابًا أجرُّ
سلاسلي
ويردُّني حوتُ
السجونِ
لغربةٍ فيها لكلِّ دقيقةٍ
سوطٌ
غليظٌ للزمنْ؛
حتى إذا
لامسْتُ آلامي بهِ
أودعتُها ضمن
الملامحِ
زمهريرَ الهاويةْ،
كانتْ ملاكًا
تقبضُ
الأرواحَ
في أنسامِها،
تلك التي يمَّمْتُ
رجلي
طينَها
عند الرحيلْ،
وكأنها أرضٌ لأشباحٍ
تُرى،
أو أنَّها لم تلتقي
عينَ الرضا،
لم تُحْيِني،
فبقيتُ
في مهْدِ
اِشتياقي ساكنًا
أترقبُ الماضي
فُتونْ،
حتى يهزَّ
بمضجعي
عمرُ الطفولةِ والصِّبَا،
ذكرى فقطْ،
والباقياتُ
تمرُّ بي
من بعدِها مرَّ
السحابْ،
إلا إذا الأمطارُ
والأضواءُ أغوتْها
الشوراعُ
بانعكاساتِ الصورْ،
ورأيتُ فيها من
خيالي
صامِطَةْ،
وعددتُ فيها
خُطْوتي
في مُسْتطَابِ
حقولِها
بين الردائمِ والورودْ،
أدعو الشباب
لمولدي حتى أُخَلَّدَ
من جُنوني
في هواها أفئدةْ،
وا حرقاتهْ،
ها قَدْ كَبُرتُ وفي
الأماكنِ
من مسافاتي
دموعْ،
متقوقعٌ بين الأماني
أشهدُ النجماتَ
تُطْفأُ
كلُّ يومٍ واحدةْ،
آتي إليها كالغريبِ
لبرهةٍ
لأعود أدراجي
بخيلٍ
للرياحِ الصاخِبةْ،
لا تقلقي،
لاشيءَ يَسْكنُ
داخلي
في غربتي غيرَ
الأسى،
فلتنشي
تلك الرعودُ
ببرقِها
حتى
تُقيمَ العاصفةْ،
سأظَلُّ
في جلبابِ
ذاكرتي
ليدفَأَ خافقي،
سأظَلُّ
أنتظرُ الضياءَ
لناظري
حتى أُراقصَ
في خيالاتي المطرْ.
الرادئم: كلمة متعارف عليها لأشجار الفل بعد أن يصنع لها مثل الركائز.
صامطة- جيزان: أسماء مدن
6/3/2024
التعليقات مغلقة.