حفيدتي “سِبْطي “… شعر حامد جمعة على بحر الكامل التام
هي زِينَةُ الدُنيا وسرُ بهَائِها
في وجْهها ضَوءُ الصَبَاح المُقبلِ
يصْبو لها قَلْبُ الجَميعِ كأنها
تسقي العِطَاشَ على ضِفَافِ الجَدْوَلِ
والكُلُ يهوى قُبلَةً من خَدِهَا
حتى العَذولُ، فكَيّف حالُك بالولي
لا خَيّرَ في الدُنيا بغيّر صَغِارِنا
نَلْقَى بِهم سُودَ الخُطُوب فَتَنجَلي
لكنَّ دَهريَّ لا يَدُومُ صفاؤهُ
أبداً ، ولا يبْقى بِغَيّرِ تَحُوُلِ
قدْ ضِقتُ من ألعَابِها وضَجِِيجها
وودتُ عوداً للزَمَانِ الأولِ
عَهدِ الهُدوء وقَد تَولى وانقََضى
وأنا أظنُ بأنهُ سيعودُ لي
فإن اسْتَراحتْْ فالصياحُ حديثُها
وصرَاخُها أبداً بغير تَمَهُلِ
وأنا أناشِدُها الهُدوء ، أن اهدَئي
وأقومُ أغضبُ بعد طُولِ تَحَمُلِ
غَضِبَت وسارتْ نحو بيّْتِ شَقِيقَتي
وهُناكَ قالَتْ : لنْ تَعُودَ لمَنزِلي
أرسلتُ أولادي وبَعْضَ أقَاربي
عَبَثاً أحَاولُ في طريقٍ مُقْفَلِ
وجمَعتُ أورَاقي وكُلَ محَابِري
وجلستُ جِلْسَةَ راصِدٍ مُتَأَمِلِ
أحسَسْتُ بالهَم الثَقيل وبالضََنا
وغدا الصباحُ كجُنح لَيّلٍ أليلِ
وإذا نَهَضٍتُ منَ الفِرَاشِ كأنَني
أَنْقَادُ قودَ العَاجِزِ المتذَللِ
وأَرى النُواحَ معَ القصيدِ مُحَلَلاً
والسَعْدُ بَعْدَ السِبْطِ غيرُ مُحَلَلِ
وأنا أُنادي بالنَهَارِ وفي الدُجى
من لي بِشِعْرٍ مثل شِعر مهلهلِ
منْ لي بصبرٍ مثل صبرِ من ابتُلي
في أرضِ غزةَ بالقذَائِفِ يصْطَلي
فقَدوا الطُفولةَ في أَوَائل نُضْجها
وبنو العُرُوبةِ كالنَعَام الجُفَّلِ
وخَجلتُ من نَفْسٍ بكََتٍ لحَفيدَةٍ
والشَعَبُ بينَ مُشَرَدٍ ومُقَتَلِ
عُودي لجَدٍ قد سلَبتِ فؤادَهُ
وتَرَكْتِهِ قَيْد البِسَاط المُهملِ
رَحَلَتْ حمَامَةّ بَيّتِنَا عَنْ أَيٍّكِها
والْبَيّتُ صارَ كَبطنِ قاعٍ مُقْحِلِ
وصَبَرْتُ لَكِن لمْ أُطِقْ صَبْراً به
وسْطَ الهُمومِ ورقدةِ المُتَمَلْمِلِ
ومعَ الصَباحٍ عَدَوتُ نَحْوَ شقِيقَتي
بأسى المُنيب ولَهْفَةِ المُتَعَجِلِ
وحملتُها ورجعتُ بالنُعْمَى التي
هي من هباتِ المُنعِمِ المتفضلِ
التعليقات مغلقة.