موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الإخراج الفني في النص القرآني..”حياة موسى” على شاشة القرآن.. ( 7 ).. بقلم م.مجدي سالم

135

مازلنا نتابع عناصر الإخراج مع الإلتزام بترتيب الآيات بداية من سورة البقرة.. ثم نبحر في محيط القرآن لنجمع باقي اللقطات المصورة لذات الحدث.. ليصبح لدينا مقطعا متكاملا.. فما نلبث أن نتابع حتى نصل في النهاية إلى العمل الدرامي مجسدا.. بترتيب ذكر قصة موسى عليه الصلاة والسلام..

فمازلنا مع الآيات من سورة البقرة.. إننا في بدايات رواية “حياة موسى”..

مازالت الأحداث تجري في صحراء سيناء.. بعد نجاة بني إسرائيل التي لم يرد سردها بعد.. وبعد أن ألقى موسى برماد العجل المحترق في البحر.. وألقى على السامري الحكم الإلهي الذي صدر بحقه بالنفي في الدنيا وبالعذاب في الآخرة.. ثم ما كان بين موسى وهارون من عتاب.. تنقل الأعراف العرض المسرحي من زاوية.. وتنقل سورة طه ذات العرض من زاوية أخرى.. من الأعراف:

” وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ .؟
وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ..

قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150)..

وتنقل كاميرات الأعراف – الآية 160 .. ” وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ۚ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ”..
إن بني إسرائيل هنا يطلبون من سيدنا موسى أن يوفر لهم الماء العذب.. بعد أن أمر الله فغطى السحاب السماء حتى حجب عنهم الشمس وحرارتها.. وأنزل الله عليهم المن والسلوى من السماء.. وضرب موسى الصخر بعصاه كما أمره ربه.. فانفجر الماء من اثني عشر موضعا بعدد الأسباط الإثني عشر وبعدد شيعهم.. وأي عيش وأي رغد.. فإذا توفرت أسباب الحياة فعليهم أن يعبدوا الله الذي أنجاهم من فرعون وملأه ووهبهم حياتهم.. وأنزل لهم من لدنه الكتاب الفرقان.. التوراة.. وعليهم أن يعبدوا الله حق عبادته.. فماذا فعل بنو إسرائيل..
إذ يأمرهم الله ألا يفسدوا في الأرض التي وهبها لهم.. فماذا كان منهم.؟

قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (151)”.. ..
ومن مشهد سورة طه لآية (94) ” قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي ۖ إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي”..
ليس هناك من تكرار.. وعلامات التنصيص لا تعني نقل الحوار حرفيا.. وإلا أصبح النقل الفني مملا..
كذلك يقول تعالى في سورة البقرة..” الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121)”.. جرب أن تتغنى بآيات القرآن.. إن الجرس الجميل يزيد من روعة الإخراج.. يقول صلى الله عليه وسلم: ليس منا من لم يتغنى بالقرآن.. (تجاوز الخطأ النحوي)..
عود إلى “حياة موسى” في سيناء.. وإلى عصيان بني إسرائيل.. ننقل التسجيل من سورة البقرة..
” وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)”..
إن المشاهد في سورة الأعراف تروي ما سجلته.. أنظر إلى الإختلاف المقصود.. إلى التكامل..
” وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (161) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ (162)”..
وكأن هناك فاصل زمني بين الأحداث في الآيات.. كانت البداية أن عليهم فقط أن يدخلوا قرية مأهولة..
لكن القرآن لم يذكر شيئا عن أهلها.. وكأنها كانت خالية ومفروشة ومجهزة.. ما هو إسمها لا يهم.. لكنا تعلمنا أن كلمة (القرية) تطلق على البلدة العاصي أهلها.. لكنها كانت محددة معروفة لهم (هذه القرية)..
وكفل لهم الله رغد العيش الكريم إن هم سجدوا تحية لأهلها وقالوا كلمة (حطة)..
إن آيات (الأعراف) تؤكد أنه كان المقرر أن يسكنوها إن هم فعلوا ما أمروا.. وأنه سبحانه سيغفر لهم خطاياهم جزاء الطاعة.. بل وأن للمحسنين منهم الحسنى وزيادة.. لكنهم كانوا الفاسقين (البقرة) الظالمين (الأعراف) إذ قالوا (حنطة) وكأنهم يتسولون الطعام بدلا من دخولهم دخول العزيز المكرم.. كان طعامهم رغدا وهم طائعين.. ثم أصبحت بالكاد سكنا لما عصوا.. فكان عاقبة عصيانهم أن أخرجهم الله منها أذلة أنزل الله على الذين ظلموا وفسقوا منهم عذابا من السماء..
وها هو سيدنا موسى يقاسي من بني إسرائيل.. بينما هم يقاسون قلة الطعام والماء هنا.. لكن القاريء يلحظ أنهم يثقلون عليه مطالبين بالعيش الرغد وبالماء الزلال.. إن سلوكهم يشي بإنهم يعتبرون أنفسهم (ضيوف الرحمن).. كأنهم في معسكر شيوعي كبير قد تكفلت الدولة فيه بتوفير كافة متطلبات الحياة الدنيا.. لكن من السماء.. تنقل كاميرات سورة البقرة – الآية 57..
” وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۖ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ”.. وتكمل البقرة الآية 60 جانبا آخر..
-” وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ۖ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ”.. ..

ثم.. ترى إلى أي مشهد في القصة ينقلنا القرآن.. هل نعود إلى البداية… نحن نتتبع الآيات حيث ذكر سيدنا موسى.. تقول سورة البقرة – الآية 61 ..

” وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ ۗ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ”..

إن بني إسرائيل يبطرون معيشتهم.. هم يريدون من الطعام الذي عاشوا عليه واعتادوه في مصر.. يختارون الطعام الأدنى على ما هو منزل من السماء.. يقررون أنهم لن يعيشوا على الدوام على طعام واحد حتى لو كان من الجنة .. .. ثم هم لم يعملوا أو يكدوا من أجل ما يصبون إليه.. وإن كان بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها.. وكم قال لهم الله اتقوا الله.. اقرأ..

من البقرة.. يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48)”..

ومن سورة البقرة.. “يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (122) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (123)”.. .. ..

نراكم في الحلقة القادمة إن شاء الله..

التعليقات مغلقة.