موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

رمضان معي … بقلم هالة علي ابو الذهب

315

تصطف الأشجار على جانبي الطريق في حبل ممتد
على مدى البصر. عجزت عن عدها كما كنت أفعل
وأنا صغيرة كلما سافرنا فبالي منشغل بما يعتمل في قلبي.
طوال رحلتي، يصحبني وجه أمي مبتسماً، عيناها ممتلئتان
بالدمع مع نظرة حانية مُشجعة.
تنهب السيارة الطريق، تُسابق الريح لنلحق بموعد
الطائرة.
امتلأت عيوني بالدموع فأحسست بيد أبي تُمسك
بيدي وتضغط عليها ليطمئن قلبي.
نظرت إلى وجهه فطالعتني عيناه ببسمة سرى دفؤها
في جسدي فاطمأن قلبي.
الليلة، أولى ليالِ رمضان وأول مرة أُسافر فيها
بعيداً عن حضن أمي وأبي.
رحلة عمل قصيرة لحضور مؤتمر خارج البلاد.
أغمض أبي عينيه وظل يُتمتم بآيات القرآن الكريم
والأدعية ليحفظني الله في غربتي.
على باب صالة السفر أفْلتَ يدي فنمت في حضنه
أملأ صدري بعبق أنفاسه محتفظة بعطره قدر
استطاعتي وأُدفئ قلبي بنبض قلبه.
في صالة المطار طالعتني وجوه غريبة.
جَلستُ كالصغيرة التائهة تبحث بين الوجوه عن وجه
تألفه ويُؤنس وحدتها.
كل الوجوه يرتسم عليها ما يعتمل في قلوب أصحابها
من مشاعر.
هذا وجه كوجهي يرتسم الخوف عليه ويلتمس
الطمأنينة في عيون غيره وآخر ترقص الفرحة
المرتسمة عليه.
أخذت مقعدي في الطائرة بجوار نافذة وأغمضت
عيني متمتمة بكل ما أحفظه من آيات القرآن الكريم
وأدعية السفر لتبعث الطمأنينة في قلبي.
قفزت الطائرة في الهواء وقفز معها قلبي.
دعوت ربي أن يرُدني إلى حضن أمي سالمة.
هبطت الطائرة وتسارعت دقات قلبي، يكادُ صوتُها
يُغطي صوت الضجيج حولي.
في المطار خليط غريب من البشر، ليس بينها
من يُشبهني؛ أيقنت حينها أن الغريب غريب الروح
وليس فقط غريب الدار.
كنت على وشك البكاء حتى أعلن جوالي عن وصول
رسالة؛ فتحتها فسمعت صوت أمي الحبيب يُذكرني
بالكيس الصغير الذي وَضَعتْهُ بين أغراضي
في حقيبتي. ما أن استقر بي المقام في حجرتي
بالفندق حتى سارعت بفتحه.
يا الله … إنه مُصحفي، سبحتي، مصليتي
وإسدال الصلاة. ها هو رمضان بصحبتي في غربتي.

التعليقات مغلقة.