طُيُوف … شعر عبد العزيز الهاشمي

طُيُوف … شعر عبد العزيز الهاشمي

الذكرى الميلادية الرابعة لانتقال روحي إلى الرفيق الأعلى في مثل هذا اليوم، يوم الأحد ١٩/ إبريل/ ٢٠٢٠م، رحمة ربي تغشاه، وغفر له ما قدم في أُولاه، وأحسن في البرزخ مأواه، وأسكنه من الفردوس أعلاه.

طُيُوف

شَهِقْتُ حين نَشِقْتُ النورَ ينهارُ
لَمَّا جَرَتْ مِن طُيُوف البدرِ أنهارُ

فاحَتْ بذاكرتي ذكرَى أُعَبِّقُها
شعرًا، فتأخذُني للربِّ أشعارُ

يا حُمْرَ أوردتي، يا جَمْرَ أرديَتي
في القلب بَرْدُ أسىً مِن حولهِ نارُ

في القلب حَشْرَجةٌ ترعى على رئتي
أنفاسُها -تترى في العمق- إعصارُ

ما إن تَمُرُّ الليالي السودُ مِن مُقَلِي
حتى يُرَى في السما ذِكْرى وتِذْكارُ

أيْ والدي، انكفأتْ في الروح صرختُها
أيْ والدي، انطفأتْ في العمق أقمارُ

أيْ والدي، انتحرتْ في الصحبِ صحبتُهم
أيْ والدي، هاجرتْ للشرك أنصارُ

يا والدي، مذ لقيتَ اللهَ منتصرًا
لا تَفتأُ الحربُ يُفْنِي الدارَ دَيَّارُ

يا والدي، إنَّ بي الضحكاتُ أسكُبُها
دمعًا تَبَتَّلَ مِن آياتها الدارُ

شَوكِي شَكا شَوكةً كانت له شَرَكًا
ذابتْ ذؤابَتُه، فالصبرُ صَبَّارُ

ما عاد يعقوبُ يبكي يوسفًا أبدًا
إني بكيتُك، هذا الدمعُ مطَّارُ

لما رأيتُ رِثا الخنساء حين بكتْ
صخرًا فماج أُجاجُ الشعرِ، والثارُ

رقَّت لها سُفُني، وانثال مِن سُحُبي
دمعٌ، فهذا الجَوَى واللهِ جَبَّارُ

والدهر يرقبُني، إبريلُ موعدُنا
(يَحْيَى) يموت، ويا لَلدهرِ غدارُ

تموتُ ثَمَّ بجوفي كلُّ مُحزنةٍ
حاشا الأُبُوَّةِ، يا لَلْحزنِ بَتَّارُ

ما عُدتُ أَرثي لِحَيٍّ مات دونَ أبي
مِن بعدِهِ، الناسُ في الأرقامِ أصفارُ

الخميس ٤/ ٤/ ٢٠٢٤م.
٢٥/ ٩/ ١٤٤٥ه.

شادي سبأ

الصورة أثناء حضوره مؤتمرًا قضائيًّا دوليًّا في مبنى جامعة الدول العربية بالقاهرة عام ٢٠١٣م.