قصص قصيرة جدّاً.بقلم. نزار الحاج علي .ثلاثية فقد.
في الصباح:
ثمّة طفلان…يتخاصمان…يتصالحان، ثمّ يبتكران لعبة.
يرسمُها الطفلُ فوق طائرةٍ ورقية، على شكل فراشة، لكنه لا يتقن رسم الأجنحة…ورغم ذلك…تفردُ الفتاة ذراعيها…يراقبها كيف أنها تحاول أن تطير، بينما يُبقي في يده…طرف الخيط.
قبل الغروب:
ثمّة شاعر يدخنُ سجائره عند أطراف طائرةٍ، يقف وهو يتأمل إطارها المكسور، و طلائها المكشوط…ثمّ يتأمل كيف يخرج الدخان من منخريه، ويحوم حول رأسه على شكل قصيدة، كلّما لصقها على الورق…طارت منها فراشة.
في المساء:
ثمّة شاعرّ عجوز ينظرُ إلى غصنٍ يابس كيف أمسى حطباً، و إلى فراشة تحوم حول فرنٍ يتوهجُ…ثمّ كيف أنه بعد قليل سوف تهجرهُ النار.
يرفع نظره إلى السماء البعيدة، يدسُّ يديه في جيوبه المهترئة، يتنهدّ بعمق عندما يتلمّس…خيطاً مقطوعاً.
التعليقات مغلقة.