موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

وجه آخر للطوفان ….قصة قصيرة بقلم أسماء عبد الراضي

229

كان مضطربًا، يتقلّب يمنة ويسرة، ثمّة شيء يُقلقه، اعترى المكان ضجيجٌ لا يدري سببه، فوضى عارمة اغتالت سكونه، أتكون حانت ساعة الخلاص؟
انقباضاتٌ فجائيةٌ متكررة تزدادُ حدّتها، يركلُ بقدميه وقد تغيّر وضع رأسه ليُصبح للأسفل ..
«أوشك الشهر الثامن على الانقضاء، هو الآن بحجم حبّة الأناناس»
هكذا قالت لزوجها مبتسمة منذ يومين ويدها تتحسّس بطنها المتكوّر أمامها.
خيوطٌ دافئةٌ تزحف على ركبتيها، تتلوّى فوقهما كثعبان، وصل إلى أصابع قدميها المتورِّمتين، تشعر بمعاوِل تدقّ أسفل ظهرها وبطنها، تتسوّل النَّفَسَ فيبخلُ الفضاءُ المتشبّع بالدُّخَان عن تسريب بضعة أنفاسٍ نظيفة، يصطدم الظَّلام بعينيها اللاهثتين خلف بصيص نور، فيصيبهما بخيبة أمل، يتناهى إلى سمعها أصوات القصف يدكُّ المدينة دكّا.!
«أتكونُ القيامة؟ ما كنتُ أحسبني أشهدها..!»
راحت يدها تتحسّس ما يعجز بصرها عن رؤيته، لمستِ الثّعبان الزّاحف على ساقيها المتشنجتين ..
«أأفقده بعد كل الآلام التي تجرّعتُها لأجل تمامه؟
بعد كلّ سنوات الانتظار، بعد شهور من النّوم على الظّهر؟ بعد مئة وخمسين إبرة؟»
ارتعد قلبها أثناء تحسّسها للسائل المتدفّق أسفلها، تخيّلت لحظة فقدها لجنينها، بحثت في حلقها عن لعاب تبلّل به شفتيها المتشقّقتين فلم تجد!
لطالما همست إليه وهو لا يزال علقة في بطنها، قصّت عليه حكايتها مذ تزوّجت أباه قبل عشر شتاءات عجاف، حكت له عن كل التّجارب الفاشلة التي خاضتها في سبيل الحصول على بذرة تثبت في الرحم حتى تمامها.
ازرقّ وجهها فيما ازداد احتقانه، استجمعتْ قوّتها، عليها أن تُخلّص نفسَها بنفسِها..
لكن كيف؟
وفي هذا الوضع؟
تحاصرها ظلماتٌ بعضها فوق بعض؛ ظلمة الليل، الأنقاض، والوحدة، تلعلع أنوار القصف فتزيدها رعبًا.
تذكّرت كيف فعلتها أمها يوم ولادة أخيها الصغير في ظروف مشابهة، أين أمها الآن؟ أين زوجها؟ الأهل والجيران؟ الجميع تحت الرّكام يُصارع لخلاص روحه، وحدها تصارع لأجل رُوحَيْنِ في آن!
جلست القرفصاء، شرعت في الدفع، جرّبت وضعية الركوع، استندت على يديها وركبتيها، عادت إلى التقرفص، أبطأت في الدفع ثم واصلت حتى شعرت بالأنسجة تتمدد.
فقدت قدرتها على التماسك فانطرحت على الأرض، كانت عيناها تنغلقان حين رأت شبح إحدى الجارات تقترب منها.
-ادفعي يا نائلة، ادفعي يا ابنتي!
عاد عزمها يشتد، وقعت يدها على رأسه التي بزغت كقمر فتحفّزت، واصلت الضغط لأسفل حتى خرج بقية الجسم، تنفّست الصّعداء كمن أزال جبلًا عن عاتقه، انطلقت صرخاته لتحتضن دويًّا في الأفق، كلاهما يُنبئ بميلادٍ جديد!
ارتفع صوتٌ الجارة ضاحكة مستبشرة:
-صبي، صبي يا نائلة! ماذا ستسمّينه؟
وهي تحتضنه فوق صدرها قالت:
-طوفان، سأسمّيه طوفان..!

التعليقات مغلقة.