” قناع بلون السماء “للأديب باسم خندقجي….رؤية الناقدة كنانة عيسى
الحكاية هي الكأس المقدسة والسجن لا سماء له ص131
هكذا يقول باسم خندقجي من عمق زنزانته المطلة من علو على متن روائي لصيق بالواقع الذي يتحدى نشرات الأخبار و دروس التاريخ ويربط المتخيل بالواقع و الحقيقي بروعة ظلال الشخصيات المبتكرة وقدرتها على ضخ تفاصيل مدوية عن الهوية الإنسانية لشعب أبي مناضل،عن معاناة جيل يولد ويموت تحت وطأة الفصل العنصريوالتطهير العرقي والتصنيف الاثني والقهر والتشريد القمع والاضطهاد والظلم والاعتقال والترهيب والقتل والقهر ثمَّ السجن والتعذيب والمصادرة والتهجير ولعل خصوصية هذه المرحلة القاسية في ظروف حرب غزة الاستثنائية ومعاناة الشعب الفلسطيني جعل تداول النص الروائي مهمة شاقة رغم أن فنيات العمل الروائي تجاوزت بكثير ما سبق، بل تعدت سياقاتها مفاهيم الصراع الوجودي و القضية الفلسطينية المتجذرة عروبيًا في وعي الأمة الجمعي لتتيح لنا اطيافًا لأنساق ثقافية فلسفية ،تتناول مفاهيم التحديق و الأنا،جدلية المعرفة الغنوصية الخاصة ب حقيقة (مريم المجدلية والمعرفة اللاهوتية المسيحية) كحبكة ثانوية، وانقسام ايديولوجية الكاتب الثقافية وفكره السياسي بينشخصيتي (مراد) و(نور) وخلق شخصية أور المضادة رمزيًا ، جميعها تعتبر من الوحدات السردية التي خصصت لاكتمال المعمار الروائي مثل المسرود له داخل النص ،والمقصود به: (المتلقي الضمني المتفق معأيديولوجية المقاومة أو المنظور له في الاتجاه المعاكس (الباحثون عن الحياة والنجاة في ظروف الاحتلال القاهرة) أو القارىء الحقيقي الذي يتلقى النص بعذرية الباحث عن الحكاية،بمعنى الباحث عن الرواية الإطارية الإنسانية التي تدعم سياق الأحداث التاريخيةالمتخيلة في ظروف جيوسياسية مستقاة من واقع نعيش أحداثه المتأزمة المؤلمة في الحقيقة يوميًا .
الراوي المصاحب هو نور الشهدي
استمدت رواية (قناع بلون السماء )ملامحها الثقافية الواقعية والمميزة كي تأخذ الملامح الصادرة عن العمل الأدبي بصبغته التاريخية حصراً على لسان راويه المتكلم بمعرفته الكلية من منظور شخصي انفعالي تحكمه مشاعر القلق والخوف والانتماء، ثم الانتماء البديل الهادم لمنظومة(نور) الأخلاقية التي سوف تفوز في النهاية. فحاضر الراوي المتكلم الذي نثق به و نتكامل برؤيته هو بين يدينا كقراء ، الحافز الباطني ،الذي يجعلنا بدوره نتورط في فضاءه السردي ونغدو جزءً منه،وهذا بالطبع أضاف قيمة جديدة للمتن فلم يسئ لبنية عناصر النص الحداثي بل أعطاها استلهاماً وجدانيًا خاصًا.
فجاءت الرواية أصيلة ومتينة ومحكمة ضمن قولبة للمزاج العام للمتلقي،خلال مقاربات خاصة تتفرد بثلاث أفكار هامة، كالزمن والمظهر و السرد الذاتي ، بتعبير توماتشفسكي الذي يعتمد على راو يقدّم الأحداث برؤية ذاتية داخلية متغيرة زمنيًا ضمن تسجيلات صوتية تربطه بالحضور الغائب لصديقه المعتقل (مراد)، تضفي انطباعاته ووجهة نظره على الأحداث التي يكون شاهداً عليها ومرتبطاً بها في الوقت نفسه، وهو لا يكتفي بالإخبار عن تلك الأحداث بل يعطيها تأويلاً معيناً يفرضه على القارئ(بنوعيه السلبي والإيجابي) بينما يظهر عامل الزمكان كاعتبار مختلفٍ و عائمٍ في ذاكرة جماعية تذوب فيها التجربة الفردية مثل زمن توهج الأحداث و بروزها (فشهر رمضان مختلف عند نور متلبسا شخصية (أور شابيرا)وبين سماء اسماعيل ذات الجنسية الاسرائيلية)، إن اللحظة التي نلج فيها العالم السردي الموازي ، هي لحظة فارقة تفرض علينا وعيًا شموليًا، يجبرنا على تلبسه، وعلى الانتماء لثقافته الواقعية المغايره لمنطق فهمنا المتبدل والمتسارع بتسارع الأحداث و على الحقيقة المؤلمة التي تترصد بنا حين تحاصرنا الحقائق حول معاناة الشعب الفلسطيني المحاصر في أرضه والباحث عن حريته وحق عودته ولا سيما في هذه الظروف الآنية القاهرة.
البعد الفلسفي في النص
لعل أجمل ما يميز هذه الرواية الطازجة هو أنها تطرح تساؤلًا جدليًاعن خيارات اشتباك القراء بالنص الروائي:
أنتبع منطق الأفكار أم منطق التاريخ؟ منطق الحرية أم مفهوم الحرية الداخلية؟ مخاتلة التاريخ و الأدب كما في رواية (دان بروان والمجدليةفي شيفرة دافنشي) أوالانتماءات الخفية الضمنية للوطن والرغبة بالنجاة ومغامرة الحياة.فيطرح النص الروائي علامة فلسفية فارقة، هل الهدف من الأقنعة هو الرغبة بالنجاة؟! أم التحرر من القناع نفسه؟!أهو إدراك لعدم الكينونة وغياب المواطنة وارتباك ملامحها؟أم تعلم لمنظور واقع المحتل الغاشم وأيديولوجيته القائمة على ازدواجية المعايير؟أم البحث عن الذات بمرآة بديلة يقدمها قناع أور كمعجزة ميثيولوجية تجد الحلول النهائية بعيدًا عن سلطة المستعمر الذي يجيد ابتكار الحقوق المستحقة والحقوق المخترعة من وجود وهمي، وحريةزائفة،وديمقراطية لاتشبه الا الهمجية من خلال ما يقوم به مناستيطان،و احتلال،و اعتقال،و اغتيال،و تشريد،و مصادرة، مطاردة، ثم إقصاءً، فتهميش ؟
وكما يقول( نور الشهدي) في بطاقاته الصوتية:
(التعلم هو بداية الخروج من الاحتلال، (المرآة هي المعادلة))
وكذلك حين يبرر تعلم اللغة العبرية فيقول:
(التضامن هو سخرية من أولئك الذين يكونون ضيف شرف على النضال الحقيقي)
و أيضًا:
(البالونات السود لن تصل مراد، السجن لا سماء له)
وكما ورد في النص كذلك:
(حين تغدو العبرية (غنيمة حرب))
ثم ما يعبر عنه الكاتب من تغيرٍ لأيديولوجية المقاومة بفصائلها المتصارعة لدى الجيل الحاضر كما يراها بقوله:
(التساؤل بشأن هل هذا رصاص احتلالي أم شجار مسلح بين جماعتين متصارعتين على الوهم؟!)
بينما تتسرب فلسفة الأفكار القائمةعلى دعامة تاريخية وسلطة معرفية من خلال نموذج شخصية السخرية من كون شخصية مرسي الغرناطي التخيلية ودلالتها بمرسي أبو العباس حامي الاسكندرية بطريقته الصوفيه الشاذلية كفكر لاجئًا بدون قناع،لأنًه ارتدى عشقه للقدس ولم يأبه لأي متغير زمكاني ولا سيما شهر رمضان المبارك في ظروف الاحتجاجات القاهرة في المظاهرات الداعمة لأحداث حي الشيخ جراح الشهيرة .
.
فلسفة التحديق والانا بين الثيمة والموضوعة
ابتكر الكاتب بين فكر جيله المعاصر المحاصر السجين و(الآخر)علاقة مرآتية قائمة على الفلسفة اللاكانية التي تربط وجود الأنا بوجود الآخر،حيث الآخر هو نقيض الذات وجزء لا يتجزأ من مفاهيم المرآة ،والخروج من اللانص نحو فلسفة النص، يمارس الأدب هنا الفلسفة وينقلها لمستوى يتجاوز الظرف الزمني فيغدو متوالد المعنى و يعتاش على ولادات متكررة يفرزها الفهم المتغير لأبعاد الأطروحة،وهي القناع الذي يقف بيننا وبين الحقيقة ،بينما نتشظى في ثيمات مألوفة قدمت بشكل مختلف لتتداول أدب المقاومة، الانتماء واللاانتماء والمقاومة كبؤرة للانكشاف والمواجهة بغرض رفض الهزيمة الداخلية و بغرض خلق الأثر وتقويضه و صنع الفارق في ارتطام المحتوى الثقافي لوعينا الجمعي بالقضية الفلسطينية:
كما ورد على لسان نور حرمانه من طفولته المتمثلة بالحياة الزقاقيةبسبب غربته الداخلية وتغريبه الأسري، فنجد الفكرة اللاعتيادية لملامح الطفولة الفلسطينية الروتينية المؤلمة كما ورد في النص :
(التسكع في الأزقة، إلقاء الحجارة على قوات الاحتلال أثناء توغلها في المخيم ومهاجمته في مداهمات التفتيش والاعتقالات ما بين الفينة والأخرى)
بينما اعتبر نور اكتشاف الهوية الاشكنازية (السكناجي) هي الولادةالجديدة،وهذه نظرة جديدة يراودنا فيها الكاتب بالتباس تهكمي واضح عن دوغمائيتنا المتوارثة.بينما يشكل عالم مغامرات أور شابيرا في القدس بكل احتمالاته من حواراته الجدلية مع ايالا في مجمع أولبرايت خلال حملة التنقيب نظرة لصيقة لأيديولوجية دولة الاحتلال القائمة على فلسفة المفارقات الصادمة وازدواجية المعايير، وكما ورد في النص ص 120:
بسبب ممارسات المحتل الدموية واللا إنسانية والانقسامات الداخلية المريرة النكبة لم تنتهي بعد ،رحمها ما زال خصبًا و قادرًا على الإنجاب في كل لحظة، إنجاب القتل والتشريد والتطهير العرقي والأبعاد والتهجير والمصادرة و الاقصاء والتهميش والتصنيف والالتباس والسلام المزيف.
.
وسيسأل (نور) شخصيته المتقمصة ( أور) في إحدى صراعاته المرآتيةالمتمثلة في التحديق الوجودي رغبة في طرح القناع من خلال رفع الأسئلة المستحيلة والصعبة
وكما ورد في النص ص :107
هل أنت صهيوني حقا أم يهودي فحسب؟!
وكما ورد كذلك في ص 118:
أي ازدواجية معايير أخلاقية هذه؟ تكونين مع حقوق المثلية الجنسية وفي الوقت نفسه ضد حقوق شعب بأكمله في الحياة والتحرر!!
هوية الكاتب الثقافية وأيديولوجيته المنقسمة
استطاع الكاتب في روايته أن يدعو القارىء للولوج في عوالم مستحيلة ومحرمة ،قاسمًا أيديولوجيته بين شخصية( نور الشهدي) و بين صديقه (مراد) وخالقًا علاقة ضدية مستفزة مع شخصية( أور شابيرا) المرآتية المستفزة أخلاقيًا والتي تختزل محاولة نور للنجاة من براثن الاعتقال النفسي و الوجودي ورغبته بالحياة كإنسان حقيقي .
فنجد نور عالم الآثار الوسيم (السكناجي ) ذو الملامح الإشكنازية التي ورثها عن أمه،الشاب المعدم، المعطوب بالطهر والخوف والفقر، والدأب ثم هوسه بالأناقة المستحبة ك(لوثة) للقابع في السجن الكبير، الباحث عن حرية ذاته الساعية للأمل والنجاة في توقه المجدلي لتحقيق أحلامه المؤجله في القدس ، للخروج من زنزانة إسمنت المخيم لفضاء الحياة الكبير المجهول الرافض لقمع سلطة العسكر المتمثل بإسمنت المخيم في رام الله، المدينة التي يراها بلا رحم وقد قتلت روح أبيه المناضل القديم وحرمته من حياة متوقعة وأعدمت وجود زوجته خديجة الشبحي ،وغيرت نظرة المجتمع الصغير له لامبالاةً وتنمرًا ، فدفعته للتحرر والانعتاق من أعباء صمت (مهدي المشهدي) وهزيمته الداخلية، ومكوثه الطويل وإقامته في حزنه في (مقبرة البيرة) وقرار هروبه النهائي لشخصية( أور شابيرا) بعد الموت الرمزي له على قبر( سمية) جدته وقبر (نورا )والدته الفاتنة الجميلة التي أورثته ملامح (أور)
.كما ورد في النص :
الخاطرة المجدلية على قبر الأم ص78 ،دلالة الشاعر في جسد الروائي.
و ونجد علاقة الكاتب بالمدن علاقة عشق صوفي مع( القدس) التي يشتاقها ويشتاق وجوده فيها بينما يجد صعوبة الانتماءولمدينة (رام الله)دلالة لرفض قمع السلطة المتغيرة بكل أشكالها وكما ورد في النص:
كيف لم يستطع ان يتقن (رام الله بمخيمها وخيباتها واحزانها وموت امه و موت ابيه المرحلي و لأنها مسرح الانقسامات السياسية الداخلية المعروفة.،وشاهد كبير على فشل معاهدات فارغة في تحقيق العدل للقضية الفلسطينية مثل أوسلو وسواها.
بينما تتفرد شخصية (مراد )الغائبة و المخاطبة في بطاقات نور الصوتية على الدوام، هي شخصية المثقف المناضل ذو الأفكار التعبوية المتجددة الصارمة و البراغماتية ذو الذائقة النخبوية الخالصة التي نعرفها من نوعية الكتب التي يقرأها،هو المتغرب المعتقل، التنويري،المبدئي القابع في السجن الأصغر، المختبىء في الرسائل السرية و (التفاصيل الكولونيالية)، وصاحب دلالات الباطن الأيدولوجي لهوية الانتماء الفلسطينية الباحث عن حرية روحه المعذبة في زنزانة تضيق عليه بأنفاسه،والذي ينجو من خلال بحثه المعرفي رغبة بالتفوق على عقلية النظام الصهيوني و الاستعلاء عليه بالتحصيل العلمي.
وكما ورد في النص ص23 :
مراد الذي استغل درب آلامه الاعتقالية ليحيلها ألى درب معرفة وثقافة تؤدي للحرية.
قد نمر مرور الكرام على شخصية شخصية زوجة الأب (خديجة) و شخصية (شكيب القصابي) الوصولي وشخصية (أيالا) التي تمثل سردية الفكر الصهيوني الشرقي المتطرف المبتذلة بتشدقها بمعاداة للسامية و تاريخ الهولوكست وما الى ذلك بينما لا تؤثر بنا شخصيات (نيكول) و(إيميلي) و(بريان) و(ناتان) الصهيوني الأصيل و( أوشرات)المستوطنة في( كيبوتس مجدو) وما سواهم من شخصيات ثانوية أّطرت العمل بمصداقية محببة و ثمّنت التنوع الذي أغنى التجربة الروائية،ونزعت عليها الصفة الموضوعية بعيداً عن المغالاة المتوقعة لفكرة نبل المقاومة وتعاليها. لتبهرنا شخصية (سماء اسماعيل) ،الفتاة الفلسطينيةالجميلة بوشم حيفا على ذراعها التي تمثّل ضًدا رمزيًا بشجاعتها واستقلاليتها وعلنية انتمائها، لتقمّص (نور) لشخصية (أور شابيرا )بكل زيفها و شناعتها و وصوليتها و تنكرها لعقائديتها الدينية والوطنية.
وكما ورد في النص :
هل الهولوكوست هي من جاءت بالصهاينة الى فلسطين؟! وهل دمجها كان عن سبق اصرار وتأسيس واستمرار منذ 1948 على أجساد شهداء قرية أبو شوشة؟
الذاكرة البصرية والتوثيقية لثقافة الأمكنة ودلالتها تاريخيًا وسياسياً وفضح محاولات الكيان المحتل بتزوير التاريخ وطمس الهوية الفلسطينية
لقد قام الكاتب بتوثيق لصيق لخارطة جغرافية النضال ضد محاولات المحتل لمسح الهوية الثقافية للشعب الفسطيني من خلال السياحة التوراتية الملفقة والمشوهة للتاريخ الإنساني الضارب بالقدم، بجدوى رغبة (نور الشهدي) بكتابة نسخة حقيقية عن المجدلية بعيدًا عن الاستشراق الذي رأه مبالغة واستلابًا لتاريخ ولادة المسيحية و رموزها، كمصادر غنوصية غير موثوقة بين العهد القديم لأناجيل لوقا ومتى ويوحنا ومرقص، ومذهبيات اختلاف كنائس أوروبا وتناقضاتها،فيبدأ بزيارة الأماكن التي تحولت الى مستوطنات مشاركًا جمهور التلقي تاريخًا تراثيًا غنيًا بالآثار الدالة على عراقة الوطن وغناه الثقافي و الإنساني. فيذكر على سبيل المثال رمزية هذه الأماكن ودلالتها من خلال بطاقاته الصوتية الرادفة لعمله الروائي القادم والتي ينتهي معطمها برسائل ل صديقه الوحيد (مراد):
( العثور ع لفيفة جلدية في الموقع الآثاري لقرية مجدلة) يساعد في عملية كتابة الراوية الأخرى.
الفكر اللاهوتي الغنوصي و سهل مجدو ومعركة هرمجدون))
(سجن النفحة جنوب صحراء النقب) رمزية اعتقال (مراد)
( في مقام مسك العطار رائحة عطرة تفوح من بئرٍ، شرق القرية بالقرب من تل مجدو) الذي غدا كيبوتس مجدو.
زيف الموقع التاريخي التوراتي (صرعة) عن الجبار شمشون وأبيه منوح، والذي يحوله (نور) في لحظة انهياره الأخلاقي أثناء عمله كدليل سياحي لمجموعة سياحية، إلى نسخته من الحقيقة خلال خطابه النكبوي الحاد عن (مقام سامت) ونكبة الشعب الفلسطيني وتهجيره وتشريده وكيف حول صندوق أرض أسرائيل 1991 الأرض المسلوبة للمهاجرين الجدد لينحتوا تماثيلًا وقطعًا فنيةً في هذه البرية.
ويعود ليوثق لنا التاريخ الإنساني لنشوء المسيحية و الوجهات السياحية الغير معلنة والمنسية مثل:
دير نافات الكاثوليكي والمحروس بتمثال كبير لمريم العذراء
في المسيحية الغربية
مدينة (نايين الجليلية) مدينة مريم المجدلية الخاطئة.
(بيت عينيا- العيزرية) (القدس) موطن مريم أخت لعازر التي سكبت طيب الناردين على قدمي المسيح عليه السلام.
في المسيحية الشرقية (الأناجيل الإزائية-مرقس، لوقا، متى، يوحنا) و
قصة مريم المجدلية وتأويل مفاهيم الخطيئة في المجتمع الجليلي والمقدسي ودلالتها بالخروج عن العرف أو العقيدة المسيحية تاريخيًا.
ونلاحظ من خلال تبدل هوية الأمكنة ودلالاتها الغنوصية، أن السارد المشارك لايديولوجية الكاتب يشير إلى :
(إشكالية العودة) كما ورد في النص ( العودة للد عاملاً وليس عائدًا)
(إشكاليات ممارسات الاحتلال التعسفية الممنهجة) كما حدث ومايزال يحدث من ملابسات تخص (الحفر تحت المسجد الأقصى)
قضية إخلاء بيوت (حي الشيخ جراح) من قبل حكومة الاحتلال بمعنى رفض اليمين المتطرف لإخلاء بيوت حي ( شمعون هتصديق) .
دلالات الإنتماء والانتماء البديل ل (مدن برحم) و ( مدن بلا رحم).
ذكر الأماكن ذات الدلالة التاريخية الأثرية لفلسطين مثل:
قرية اللجون المهجرة في سهل تل جدو أو مدينة ميسيا نوبوليس التيغدت مستوطنة مجدو… والتي هي مرتع خياله المجدلي،،الخليل (الأثرية)، أطلال كفر ناحوم، ونايين، المجدلة، الناصرة،كنيسة القيامة، حديقة القبر المقدس.
التزامن في لحظة تحول (نور الشهدي) (لأور شابيرا) هي لحظة اشتباك المقدسيين المحتجين على تدنيس الأقصى مع قوات الاحتلالفيغدون المثيرين للشغب والمخربين. ودلالة شارعي صلاح الدين والسلطان سليمان تاريخيًا و وطنيًا.
دلالة طريق الآلام، حمل القناع بدل الصليب دلالة رمزية لمعاناة( نور)مثل معاناة المسيح عليه السلام بسبب الأيديولوجية الرافضة ذاتها.
وتذكر أبواب القدس توثيقًيا أيضًا:
باب الساهرة، باب العمود، مغارة الكتان، المشهورة بمغارة سليمان
معاناة الشيخ مرسي في فقدان بيته في حارة المغاربة(بمحركات توراتية) التي تحولت الى ساحة حائط البراق ثم حائط المبكى على هيكل سليمان ل نكسة 1967 ثم احتلال فلسطين.
مرتفعات جبال جلبوع القريبة من بيسان حيث يوجد (قبر يعود للعهد البرونزي الأخير) وُنصب زاوية المنفى ورواية الاحتلال الكاذبة عن معركة مشمار هعيمق المسماة بمعركة الاستقلال، بينما هي مقبرةلمذبحة قرية أبو شوشة في عام 1948
دولة الفصل العنصري استعلائية على يهود الشرق، والمتمثلة باشكناز تل أبيب، اليهود الشرقيون، ذووالأصول العربية الذين دُربوا على الصهينة وتم تأهيل استيطانهم على البلدات والمدن الهامشية.
ثم
نظرة للقدس الصوفية ومرسي ابو العباس رالسخرية من ارادة الكاتب /نور الشهدي ارتكاب الرواية المجدلية(ثناء العزم)
التأزم الداخلي لشخصية نور مشهدي وصراعه مع شخصية القناع الدائم خلال التحاقه بمعهد أولبرايت ك أور شابيرا الإسرائيلي.
الخاتمة
في النهاية سنعترف أنَّ ما ابتكره الكاتب من معادلات موضوعية دالة في العنوان و الخاتمة ليست فقط حكاية شاب فلسطيني محاصر يجد هوية زرقاء في معطف قديم في متجر لبيع الألبسة المستعملة و يتقمصها ليجد حياة مختلفة كليًا عن حياته الراهنة القاسية في حصار وقهر و استلاب، بل فيها أمل ضمني لسماء لن يستطيع أحد احتلالها، المقطعية المتناوبة بين المعرفة الغنوصية الرافدة لرواية( نور) عن المجدلية ،وبين مغامرات( أور شابيرا) بهويته الزرقاء البديلة إنما هي أداة تسوق النص كامتدادٍ، للاختلاف بين الظاهر المعلن و بين الباطن المضمر، بين السارد الذي عاش التجربة في جسد نور وصراعه الداخلي مع أور وبين هوية الكاتب الثقافية و أيديولوجيته السياسيةالمتمثلة ب بغياب شخصية (مراد) ليكون عاملًا إضافيًا سيغير السردية السائدة في العالم انحيازًا للشعب الفلسطيني المناضل الأبي.حين تغدو مركبة سماء اسماعيل النافذة المشرعة نحو تلك السماء التي لاحدود ولا معابر فيها.
التعليقات مغلقة.