موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

كلاسيكي.قصة بقلم.محمد كسبه

111

على غير المعتاد ، سمعت صوتا يئن يبكي ، التفتت حولي لأحدد مصدر الصوت ، لكن الشارع يخلو من المارة ، البكاء يزداد و الصوت يفطر القلب .
اقتربت منه وجدته ملقى على الرصيف ، مكسورا ، متسخا ؛ هيئته و شكله يدلان على أنه قضى زمنا في قصر ما أو فيلا ، تخيلت شكله قبل أن يصل لهذه الحالة المزرية ، وجدته رائعا جميلا له عظمة و أبهة .
حاولت أن أقيم سوقه فشلت ، فهو أشبه بعجوز عظامه نخرة لا تقوى على حمله ، مسحت منه بعض الغبار لعله يشعر بالراحة و السكينة .
جلست على الرصيف بجواره و ضعت يدي عليه ، شعر بالأمان تحدثنا معا .

لم تبك هكذا ؟

ألا ترى حالى .

أرى ؛ لكن ما أوصلك لهذه الحال .

الزمن وحده يفعل أكثر من هذا ، فمثلي يضعونه في متحف أو يعتبرونه أثرا .

نعم بالفعل أنت كذلك .

لا …. أنا كنت كذلك ، أما الآن أنا لا شيء .
و ظل يبكي

لا تحزن فكلنا سنصبح مثلك لا شيء ، كلنا نعيش فترات قوة ، صحة ، و غنى ثم تليها فترات ضعف و انكسار و مهما كان ماضينا نصبح في عيون الآخرين بلا قيمة .

لكن بالله عليك أخبرني ما قصتك .

لقد كنت في المعرض مع عدة مكاتب ، جاء رجل ثري ، نظر إلي بدهشة، أعجبته نفث دخان سيجاره علي ، ثم قال : يا للروعة إنه كلاسيكي ، الباشا كان يحب كل ما هو نادر و جميل ، يحب كل شيء كلاسيكي ، الموسيقى ، الملابس ، الصور ، التحف ، الأنتيكات ، كان قصره أشبه بالمتحف .
اشتراني الباشا ثم وضعني في غرفة المكتب ، جعلني الكرسي الأساسي خلف مكتبه ، كنت قائد الكراسي في الحجرة ، كل القرارات ، التوقيعات وكذلك التهديدات لا تمر إلا من خلالي .
الباشا كان يحب المراهنات و دائما كان يخسر في البورصة ، ذات يوم فوجئت بأني في مزاد ، اشتراني أحدهم و كان كريما لم يبخل علي أعاد تلميعى و غير كسوتي و أصبحت أتلألأ كالنجوم ، و ضعني في غرفته و كلما ترقي كان ينقلني معه من مكتب لآخر إلى أن وصل لسن المعاش ، و مع تولي الوزير الجديد ألقوني في المخزن المظلم حيث السوس و الفئران ، ثم جاء أحدهم فأمر بتنظيف المخزن ، فما كان منهم إلا أن ألقوني اليوم في صندوق القمامة ، بعدها و بصعوبة أنزلوني الأطفال على الأرض و لا اعلم لماذا كانوا يقفزون فوقى حتى صرت هكذا وحيدا مكسورا لا قيمة لي .
فجأة توقفت عربة كارو بجوار الرصيف و حمل العربجي الكرسي .
سألته لماذا ؟
أجاب إنه وقود للفرن .
سبحان الله الكرسي يتنافس عليه الكثيرون و يتباهون به ، من أجله تنصب المكائد و تدفع الرشاوي و يعلو شأن البعض و لا أحد يدوم على الكرسي فكل الكراسي و المناصب زائلة ، إلا الله الذي إختص ذاته بكرسي العرش

التعليقات مغلقة.