روح فرفوشة … قصة قصيرة بقلم/ أسـمـاء الـبـيـطـار
دلفت إلي القاعة التي اعتدت الحضور إليها، في الشهر مرة على الأقل،عرفت الكثير من روادها بالشكل فقط، نتبادل التحية، بابتسامة خفيفة و إحناءة الرأس .
أشارت إليّ إحداهن بيدها بالجلوس بجوارها، و اليد الأخرى تمسك بالهاتف المحمول تهدئ من ثورة ابنتها العروس الجديدة تجاه أم زوجها .
جلست دون أن أحرك ساكنا، فكان يومي مرهقا منذ الصباح
يجلس بالمقعد الأمامي رجل تجاوز عقده السادس، يرتدي جلبابا واسعا، و طاقية زاهية اللون، يضع قدما على الأرض و الأخرى على الكرسي الذي يجلس عليه .
لم يترك أحدا بجواره أو أمامه إلا و تحدث معه
خفة ظله أنستني ما أنا فيه
انتهت من بجواري من حديثها
فالتفت إليها
و أكملا حديثهما عن الأراضي و العقارات و زواج الأبناء و حصاد الأرض .
ثم نظر إلي و ابتسم و قال لي : ” فٌكيها يا أستاذة “
فابتسمت، ووجدتني داخل حوارهما و كأني معهم منذ البداية .
فمر الوقت سريعا رغم طول الساعات .
ثم انتبهنا على صوت همهمات الحاضرين
فإذا بالطبيب حضر بعد تأخر دام أكثر من ساعتين .
فعدل جلسته و أخذ يتلفت يمينا و يسارا
ظننته يبحث عن أحد معه .
فسألته : ” مين معاك يا عمي ” ؟
فضحك و قال : ” معايا ربنا ” .
ثم استرسل في الكلام : ” العملية بسيطة يا بنتي دي حتة قد العدساية في الكبد “
_ فابتسمت و قلت له : ” عارف اللي مصحيك لحد دلوقت روحك الفرفوشة دي “
فضحك بصوت عال و شقلب قفاه
و قال لي: ” الله يحظِك ” .
التعليقات مغلقة.