موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

برنامج ما وراء القصة : (لفحات أغسطس) للأديب المصري سيف بدوي

297

    دماغه ثقيلة ثِقَل ذاك “الهُون” النحاسي الذي لم تكف جارته عن الدق به فوق راسه حتى هرست مخه!

    لم يكن مدركًا لحقيقة ما هو عليه، أكان نومًا أم يقظة.. كل ما كان يدركه أنه حزين.. وأن هذا “الهون” الذي يهبد السقف فوقه أرحم من تلك الذكري التي تتسكع داخل روحه بخطواتها الثقيلة  بلا توقف، كمن ضل طريقه في متاهة . 

    عليه إذن أن يتخلص من طرقات “الهون” في جمجمته أولًا.. ثم يفرغ لتلك الخطوات التائهة في مسارب روحه.

    أنزل ساقيه عن السرير الذي يَبُخُّ صهدًا.. باسطًا صفحة قدميه على البلاط الرحيم.. ثم تشبثت يده بِدُرْجِ التسريحة الذي صار من الصعب إغلاقهمنذ سنوات.. ونهض . 

   لم يَدَع لنفسه فرصة لأي تفكير أو تَدَبُّر أمر،فتح باب شقته، ثم تشبثت يده بعود الخشب الذي يكتسي به “الدرابزين” المعدني للدرج.. وصعد لينهي أمر “الهون”، حتى لو اضطره ذلك لأن يمسك بيده الثقيلة ويهبدها – ولو مرة واحدة – في رأس الست (امتياز)!

    تجمد أمام باب شقتها المفتوح.. بينما كانت تجلس هي وسط الصالة شِبْه الفارغة.. المفروشة بمشمع ذو وردات حمراءَ كبيرة بأوراق خضراء مفلطحة، وقد اختفى كرسي الحمام تحتها اختفاءًمريبًا.. مُحْكِمَة على طرف جلابيتها ما بين سِمَّانَة ساقها و أول فخذها، ويدها ذات الأصابع المكتنزة المبرومة قابضة – بعنفوان أنثوي – على يد “الهون”الذي تهوي به؛ فيرتج كل هذا الجسد تباعًا في ارتداداتٍ تُسلم بعضها إلى بعض، ابتداء من ساعدها؛ فصدرها؛ فبطنها؛ فجذعها؛ فساقيها.. لتستقر في نهاية المطاف إلى بلاط الصالة!

    رَفَعَتْ رأسها و قابلته بابتسامة زادت وجهها -المتوقد- حُسْنًا، وأفسدت ما انتواه  وعزم عليه عزمًا حين قرر الصعود إليها، كانت قد هَبَّتْ واقفة حين رأته وأسرعت نحوه بقدمين حافيتين مستدقتين، أما هو، والذي خَبِرَ فتنة خَطْوِ امرأةٍ بقدم حافية، كان قد أُسقِطَ في يديه حين استقرت أمامه بجسدها الذي ينز عرقًا تحت جلابيتها التي لم تعد صالحة لِسَتْرِأي شيء!

   كان لا بد أن يقول شيئًا.. أي شيء.. وإلا فَلِمَيَجْرَح ستر بيوت الناس في نهار حارٍ كهذا ! تلجلج قليلًا.. ثم طلب منها معتذرًا (تلقيمة بن)، فَخَبَطَتَبكفها على لحم صدرها، ثم أشارت بسبابتها علي عينيها:

– من عيني .. حاضر 

    كان يتفادى النظر إليها بعد أن استدارت تخطو بقدميها الحافيتين خطوات متعجلة نحو المطبخ، لكنه نظر ورأي.. حتى اختفت.. ولم يبق سواه، هو و”الهون” الذي يستقر في منتصف الصالة صامتًاثقيلًا.

    حين عادت لم تجده، فَخَطَتْ على البَسْطَة.. ونزلت درجتين.. ونظرت من بين قضبان “الدرابزين” الحديدية لتجد بابه مغلقًا.

   كانت ساعة العصر قد انقضت وهو جالس على طرف السرير بلا حركة منذ نزوله من شقة الست (امتياز)، تطارده صورتها ومشيتها وعرق جسدها، ثم مدد جسده على السرير.. مستسلمًا لكل شيء بلا قيدٍ أو شرطٍ ، حتى غفا.

​ 

   ربما لم تكن سوى غفوة استغرقت دقائق معدودة.. أفاق منها على رائحة البن التي تتماوج من دكان”ابراهيم الجمل” تخترم جمجمته ونخاشيشه ممتزجة برائحة العطارة المعتقة المنبعثة من تلك الدكاكين الصغيرة كعلب الكبريت بسوق العطارين.

   كان حزينًا، وحيدًا.. وجائعًا.. انفردت به ذكريات تلك الأيام.. حين كان يتململ من نَوْمَةِ العصاري فيجدها جالسة بجواره وبيدها ورقة من الكرتون (تُهَوِّي) بها على جسده المدد وقد لوحته لفحات أغسطس؛ ثم تبتسم له واضعة يدها تحت ظهره فيعتدل؛ فتناوله كسرة الخبز (الناشف) المبلول بالماء وقد (حَنَّتْهُ) بطبقة رقيقة من الجبن الأبيض المالح، وعلى صينية من الألمونيوم يقف منتصبًا كوب الماء البارد و بجواره قهوته المرة في الفنجان الأبيض برسمةٍ دقيقةٍ لروميو وجوليت .

   يدرك أنها لم تعد هنا، وأن مثانته ستنفجر خلال دقيقة أو دقيقتين.. وأن عليه النهوض وحيدًا بلا يدها.. والمرور عبر تلك الصالة الساكنة شبه المظلمة نحو الحمام لِيَفُكَّ حَسْرَتَهُ، لكنه لم يفعل، ولم يحركه إلا طرقات لحوحة على الباب يبدو من وقعها أنها لم تكن الأولى.. فحمل جسده وتوجه نحو الباب في استسلام 

  كانت الست (امتياز) تسد ضلفة الباب المفتوحة وبيدها صينية من الألمونيوم وقد استقر فوقها طبق تراصت به أصابع كفتة الجمبري المحمرة، وبجواره فنجان أبيض برسوم دقيقة لروميو وجوليت، وكنكةنحاسية يتصاعد منها بخار لطيف عَبِقَ برائحة بنٍممتزجة برائحة جسدها.  

التعليقات مغلقة.