قصة قصيرة.بقلم.سلمى الاسعد
كانتِ الصبيةُ الجميلةُ ترتدي ثوباً ملوّناً بألوانِ الربيعِ. وكان غناءُ المطربةِ المغناج المترامي إليها من المذياعِ يزيدُها مرحاً وتألقاً و شباباً وجمالاً :(الدنيا ربيع والجو بديع.)
وعندما انتهت من تسريحِ شعرِها الكستنائيِّ الطويلِ، وتأملتْ جمالَها الربيعيَّ المفعمَ بالحياةِ والأملِ، تناهى إليها صوتُ والدتِها تخبرُها أنّها ذاهبةٌ لعيادةِ قريبٍ في المستشفى.
خيراً ياأمي. منِ المريضُ وما بهِ؟ إنّهُ قريبُنا أحمدُ وقد أجرى عمليةً جراحيةً بسيطةً ومنَ الواجبِ زيارتُهُ. طبعاً وأريدُ أن اذهبَ معكِ.
كيف؟كيف ستذهبينَ؟ أنسيتِ أنّهُ شقيقُ من تقدّمَ لخطبتِكِ، وأنّك رفضتِهِ ناعتةً إيّاهُ بأبشعِ النعوتِ؟ لم انسَ ولكني فعلتُ ما فعلتُ ليقلعَ عن خطبتي، وليسَ لأنَّهُ كما وصفتُهُ، بل لأني ما زلتُ صغيرةً على الخطبةِ، وأني أريدُ متابعةَ دراستي.
وفعلاً ذهبتْ مع أمِّها لزيارةِ المريضِ.
استقبلهما الخطيبُ المرفوضُ سابقاً بترحابٍ ولباقةٍ ولطفٍ، وقدّمَ لهما الشوكولاتة والعصيرَ، وسايرَهما بنبلِ أخلاقٍ فائقٍ، مستفسراً عن دراستِها وأوضاعِها
عامةً
وانتهتِ الزيارةُ وعادتْ مع أمِّها إلى البيتِ. ولمستْ حزنَ أمِّها على ضياعِ هذا الشابِ النبيلِ من يدِها
ولكنْ فلتحزنِ الأمُّ، وليسَ في اليدِ حيلةٌ. هي تريدُ أنْ تتابعَ دراستَهاوليسَ لهاعلاقةٌ بأيِّ موضوعٍ آخرَ
وفي البيتِ إنطلقَ صوتُ المطربةِ
ثانيةً(الدنيا ربيع والجو بديع)
أهي مصادفةٌ أم القدرُ الجميلُ يعدُّ لها أمراً أكثرَ جمالاً ؟
ومنْ قالَ إنَّ القريبَ لم يكنْ أشدَّ إصراراً على متابعتِها الدراسة.
رُبَّ صدفةٍ خيرٌ من ميعادٍ بل هي الميعادُ نفسُهُ.
التعليقات مغلقة.