موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

العواء والنباح … بقلم/ مدحت رحال

87

لو كل كلب عوى ألقمته حجرا
لأصبح الصخر ( مثقالا ) بدينار

اختُلف في صاحب هذا البيت ،
فمنهم من نسبه لعلي الغراب الصفاقسي
ومنهم من نسبه ليوسف بن علي الفارسكوري
وهو في قصيدة منها هذه الأبيات :
كم من لئيم مشى بالزور بنقله
لا يتقي الله لا يخشى من العار

فإن سمعت كلاما فيك جاوزه
وخل قائله في غيه ساري

فما تبالي السما يوما إذا نبحت
كل الكلاب وحق الواحد الباري

لو كل كلب عوى ألقمته حجرا
لأصبح الصخر مثقالا بدينار

وبهذا المعنى جاء المثل القائل :
الكلاب تنبح والقافلة تسير
( من المؤسف والمحزن والمخزي أن هذا المثل استشهد به ناطق بلسان الكيان الصهيوني حين تعالت الأصوات تستنكر قوافل الإمداد والغوث التي انهالت على الكيان الصهيوني من الدول العربية المتصهينة بينما يموت أطفال غزة جوعا وعطشا )

شاهدي في هذا البيت :
( عوى ) ، ( مثقالا ) ، ألقمته
وسأبدأ ب ( مثقالا ) و ( ألقمته )
ومنها أدلف إلى ( عوى ) لأن فيها نوع إطالة .

_ سؤال :
هل نقول في هذا البيت :

مثقالا بفتح اللام
أم : مثقال بضمها

ألقمته
بفتح التاء أم بضمها
مع التوضيح .

_ اما محور المقال الثاني فهو :
( عوى )
هل استعمالها هنا صحيح أم أن هناك ما يمكن أن نطلق عليه :
الخطأ الفني ؟

معلوم في باب الأصوات في اللغة أن :
الزئير مثلا هو صوت الأسد
الصهيل هو صوت الحصان
النهيق هو صوت الحمار
النباح هو صوت الكلب
العواء هو صوت الذئب
وهكذا .
فكيف جعل العواء في هذا البيت صوتا للكلب ؟

قال الشاعر / الأحيمر الأسدي وهو صعلوك من مخضرمي الدولة الأموية والعباسية
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى
وصوًتَ إنسان فكدت أطبر
وقال في الحمار :
نهق الحمار فقلت أيمن طائر
إن الحمار من التِجار قريب
تيمن كصعلوك بنهيق الحمار ، فقد استرشد به على قرب
قافلة التجار .
الشاهد أن الشاعر قال : عوى الذئب
فالعواء هو صوت الذئب .

أما قول الشاعر :
( لو كل كلب عوى ألقمته حجرا )
فإني أرى فيه ما يمكن أن نسميه : خطأ فنيا .
فصوت الكلب نباح .
قال الرسول عليه الصلاة والسلام لأزواجه ذات يوم :
من منكن التي ستنبحها كلاب الحوأب ؟
وفي رواية أنه قال لعائشة رضي الله عنها :
لا تكوني من تنبحها كلاب الحوأب
والحوأب مكان في الطريق إلى كربلاء .
فذكر النباح وليس العواء .

وللكلب عواء ، ولكنه ليس هو المقصود بالبيت .
عواء الكلب : هو صوت يصدره الكلب كأنه النواح أو الترجبع خاصة في الليل عندما يكون وحيدا .
وكثيرا ما سمعته يصدر هذا الصوت ليلا وكأنه ينوح .
هذا هو عواء الكلب ، وهو قطعا ليس نباحا .
فالكلب ينبح على الغير ويعوي لنفسه .
والمقصود في بيت الشعر هو النباح وليس العواء ،
ولكن الشاعر استعار العواء مجازا للوزن الشعري وهذا ما يمكن أن أسميه :
( الخطأ الفني ) إن جاز التعبير .
أرجو أن أكون قد وُفقت في بيان الفرق بين العواء والنباح
عند الكلب .

التعليقات مغلقة.