موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

لستَ ملاكًا.. وليسوا شياطين … بقلم عصام فاروق

156

كل منا يظن أنه أفضل إنسان على وجه الأرض، وأنه يراعي أوامر الله ويتبع سنّة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ويركن إلى هذا الشعور ويسيطر عليه إلى أن يتخيّل أن كل من حوله كلهم مذنبون إلا “هو”.
هذا الشعور قاتل، ويؤدي بصاحبه في النهاية إلى مخاصمة كل من حوله، ظنًّا منه أنهم جميعًا مقصّرون في حقه، والحقيقة أننا جميعًا مقصرون، ولكننا ننظر إلى أفعال الآخرين ونقيّمها، ولا ننظر إلى أفعالنا.
والحقيقة أن من ينظر إلى أفعاله وأقواله وردود أفعاله على أفعال الآخرين يجد أنه ليس بالأحسن حالاً من غيره، وإذا راجع نفسه فسيجد أنه أكثر تقصيرًا من غيره، إلا أنه يحيّد نفسه ويتهم الآخرين.
إذا كان الأمر كذلك، فأين العلاج لمن شعر بذلك في نفسه وأراد أن يرجع ويراجعها؟
علاج ذلك أن يتهم نفسه أولاً قبل أن ينظر نظرة اتهام للآخرين، وأن يلتمس للآخرين أعذارًا كما يلتمسها ويلمسها في نفسه، وأن يسامح ويصفح ويرتقي بنفسه، متخذًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة في ذلك، فليس هناك أفظع ولا أبشع مما فعله أهله وعشيرته، أهل قريش فيه، ورغم كل ذلك سامح وقال للأسرى الذين كانوا يقاتلونه ومن اتّبعه: “ما تظنون أني فاعل بكم؟”. قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم. قال صلى الله عليه وسلم “اذهبوا.. أنتم الطلقاء”، تركهم أحرارًا رغم ما لحق به وبأتباعه من أذى.
هل معنى ذلك أن نترك كل من أراد الأذى بنا حرًّا طليقًا يفعل بنا وبغيرنا ما يشاء؟ بالطبع لا، ولكن نراعي أولاً ألا نكون البادئين بالظلم ونحن نشعر أننا نرد ظلمًا بظلم.
لا نفْجُر في الخصومة، لأن هذا من صفات المنافقين، والمنافق في الدرك الأسفل من النار، فإن استطعت أن تأخذ حقك فليكن ذلك بالقانون، أو بتحكيم ذوي العقل والدين من الأهل والأصدقاء، وإن لم تستطع فالجأ إلى الله واترك الأمر له، متيقنًا بأن الله سينصرك ولو بعد حين، ويُهلك من ظلمك أمام ناظريك في الدنيا ليشفي قلبك، ويرد الحق لأصحابه.
خلاصة القول: يجب أن ننظر في أنفسنا ونزن أعمالنا ونتقرب إلى الله بالمسامحة والصفح ومجاهدة النفس ووساوس الشيطان التي تجعلنا نرى أنفسنا ملائكة بأجنحة وكل من حولنا شياطين يجب أن نحاربهم، أو نتجنبهم ونتقي شرورهم، ويجب أن نكون على يقين بأننا بشر، وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.
فلنتب ولنرجع إلى الله في هذه الأيام المباركة فمازلنا في شهر ذي الحجة، شهر الحج، ونسأل الله أن يتقبّل منا جميعًا ونهنئ الحجيج العائدين من الأراضي الطاهرة سائلين المولى أن يكتبها لكل مشتاق في العام المقبل، وكل عام وأنتم والأمة الإسلامية بخير.

التعليقات مغلقة.