موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الإخراج الفني في النص القرآني..بقلم .مجدى سالم

112

جزء منقول من كتابي (أنبياء الله) ..( 3/3)
المشاهد قصيرة ديناميكية.. إحتار موسى أمام فعل العبد الصالح وهو يرى كيف أعطب السفينة وفي وجود أصحابها.. لقد أصبحت السفينة غير صالحة للملاحة الآن بسبب فعلة الخضر.. وغلبت طبيعة موسى المندفعة وغيرته على الحق صمته.. فنسي الشرط الذي اشترطه الخضر عليه.. فصاح به – “.. أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا “.. فيلفت العالم الرباني نظر موسى.. لقد نبهه من أول الأمر أنه لن يستطيع الصبر على ما سيراه.. كان موسى يتوقع إجابة لكن الخضر أجاب إجابة مقتضبه.. وهنا يعتذر موسى ويرجوه ألا يؤاخذه على إندفاعه ونسيانه وألا يرهقه بوضع لم يعتاده.. سورة الكهف..” قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73)..

مشهد جديد.. الكهف – ” فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75) قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76) “.. لقد عادا إلى رحلتهما.. مرا على حديقة يلعب غيها غلمان.. حتى إذا تعب الغلمان راح كل منهم إلى ناحية فيها فنام.. فوجيء موسى بإن العبد الصالح يقتل غلاما منهم.. وكيف يصمت موسى وهو بصدد جريمة قتل هذه المرة.. فيثور موسى ثورة عارمة.. وتسمعه يردد عاليا قاعدة فقهية راسخة ..
” أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا “.. لقد قتل الخضر نفسا بغير حق من وجهة نظر موسى.. فيعاود الخضر تذكير موسى غاضبا وللمرة الثانية بالشرط الذي صحبه على أساسه.. ويعاود موسى_ الذي كان ينتظر جوابا_ إعتذاره.. إنه يختار لنفسه الحكم عليه.. أن يخسر مدرسة العبد الصالح وألا يصاحبه إن هو كرر فعلته.. إنه يقر أن الخضر قد صبر عليه.. تظلم الشاشة..
الكهف – ” فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78) “..
يمضيان إلى سبيلهما.. طال بهما السفر هذه المرة.. قد بلغ بهما الجوع والعطش ونفذ ما معهما من طعام وماء.. وصلا إلى قرية ما.. راحا يطلبان من أى من أهلها أن يضيفوهما.. فرفضوا كلهم.. إستطعما أهلها فرفضوا أيضا.. لكن الخضر يصمم على البقاء في القرية والمبيت فيها.. وأوى الإثنين إلى خلاء ليبيتا فيه فإذا فيه بجدار على وشك أن يتهاوى.. وفوجيء موسى بإن العبد الرباني قد ترك نومه وقضى الليل في عمل شاق.. لقد قام بإزالة الجدار المتهاوي ثم أعاد بنائه من جديد.. ويندهش موسى من فعل معلمه.. يتذكر بخل أهل القرية وشحهم الشديد فيعاوده طبعه وتغلبه غيرته.. صاح في العبد الصالح ” لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا “..
نعم.. إن أهل القرية لا يستحقون هذا العمل المجاني.. لكن هذا الإعتراض ينهي الأمر.. لم يعتذر موسى هذه المرة فقد أصدر العبد الصالح حكما لا رجعة فيه.. ” قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ “.. إنتهى الأمر إذن وصدر القرار.. ويذهب الخضر عليه الصلاة والسلام إلى تفسير أفعاله التي لم يستطع موسى الصبر حتى يفسر أسبابها له كما وعده.. إنه كان ينفذ إرادة ربانية عليا وما كان ينفذ ما بدا له هو.. وكانت الحكمة خافية لكنها مبنية على رحمة الله وحنوه.. من سورة الكهف..
– ” أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82) “..
وهكذا تخفي الكوارث أحيانا في الدنيا جوهر رحمة الله.. فلا موسى يعرف إلا قطرة من علم العبد الرباني.. ولا العبد الرباني يعرف إلا ما يهبه ربه وهي قطرات من علمه سبجانه.. فرغم أن موسى وأصحاب السفينة كانوا يرون أن خرق السفينة كان كارثة.. فالكارثة الأكبر كانت ستحل بهم إذا صادرها الملك (للمجهود الحربي) كما كان يدعي..
ورغم أن والدي الطفل الذي قتله سيعتبرون أن مقتله كارثة إلا أن المصيبة الأكبر كانت ستحل بهم إذا كبر هذا الطفل بالذات وكان سيذيقهما الأمر عقوقا وكفرا.. فأبدلهما الله طفلا آخر خيرا منه برا وأكثر طاعة لربه وصلة برحمه.. ورغم أن بناء الجدار كان غير منطقي مع بخل أهل القرية و أرهق الخضر إلا أنه صان وحفظ لليتيمين مالهما المخفي تحته حتى يكبرا.. إنها رحمة من الله ونعمة تختفي في ثياب المحنة.. ستار الختام لقصتنا.. لكن وإن كان موسى قد عاد إلى قومه.. فقد عاد بفكر جديد.. تعلم ألا يغتر بعلمه الشرعي.. فهناك علم الحقيقة وعلوم أخرى.. وألا يتجهم لما يطرأ ولكوارث البشر.. فربما كانت ذاتها هي يد الرحمة يمدها الخالق لهم.. ومن كلمات الخضر التي روي أنه قالها لموسى.. ” يا موسى إن الناس معذبون في الدنيا على قدر همومهم بها “.. ودعوته لموسى ” يسر الله عليك طاعته “..
إن تفاصيل قصة الخضر وخطابه لنبي الله موسى وما قام به من أفعال لا تصح إلا بأمر الله هي ما جعلت العلماء يعتبرون الخضر عليه الصلاة والسلام نبيا.. واستدلوا على ذلك بقوله أيضا.. وما فعلته عن أمري.. أي أنه كان يوحى إليه..
لم يذكر القرآن كيف مات سيدنا الخضر.. وإن تمنى البعض.. لو ظل حيا إلى اليوم..
أراكم في كل خير.. إن شاء الله..

التعليقات مغلقة.