أبين زين … بقلم هالة علي أبو الذهب
أبين زين … بقلم هالة علي أبو الذهب
صباحُ رائقُ من صباحات سبتمبر الهادئة ذات السماء
حيث تمرح بعض السحابات هنا وهناك.
نسمات تداعب وجنتيَّ و..شراشيب.. الشمسية التي
أستلقي تحتها على شاطئ البحر في هذه الساعة
التي يقل فيها زوار المكان.
اختلست لنفسي بعض الوقت بعد خلو المنزل من قاطنيه. ساعات قليلة استرد فيها ما يستنزفه التفكير والحروب
اليومية مع الأحبة وغيرهم من طاقتي.
أخرجت من حقيبتي علبة خبأت بها قطعة حلوى بالشوكولاتة
وعلبة عصير لأتناولها بعيداً عن أعيُن الرقباء من أولادي.
لقد بات ما أتناوله من سعرات حرارية هاجساً لديهم
ويجب حسابه بدقة خوفاً من عواقب زيادته.
اخترق سمعي نداءٌ غريب خاصة هنا، على هذا الشاطئ …
أبين زين!!. استدرت فوجدتها امرأة من الغجر ترتدي النقاب
وبيدها كيسٌ من القماش وبعضٌ من القواقع التي تُحركها
بين أصابعها.
شيء ما بداخلي دفعني للنداء عليها، قد يكون الفضول
لمعرفة كيف تسير هذه العملية على الرغم من اقتناعي
بأنها عملية نصب.
جَلَست تحت قدميِ وفرشت منديلاً كبيراً. نظرت لها
تجنبت نظراتي وأعطتني قوقعة كبيرة قائلة ..
وشوشي الودع.
تظاهرت بأني أُحدث القوقعة وناولتها إياها، قذَفَت بها
مع أُخريات فوق المنديل وبدأت في الكلام وهي تنظر
إلى القواقع. هالني ما قالته الكثير والكثير مما لا يعرفه
سوى المقربون مني.
خفق قلبي بشدة هل هذا حقيقة أم ماذا؟؟ كل ما قالته
كان دقيقاً بدرجة لا يُصدقها عقل.
نظرت إليها ملياً، تلك العينان أعرفهما جيداً وإن كان الصوت
غير. مددت يدي لأنتزع النقاب عن وجه المرأة فقفزت
بعيداً هاربة.
يا ويحي إنها خادمتي، اللصة التي سرقتني وهربت
لم أتمالك نفسي من الضحك بصوت عال.
جلست في مكاني أتلذذ بقطعة الحلوى والعصير.
اتسعت ابتسامتي، فها أنا، لصة أخرى تسرق لحظات
من السعادة المُحلاة بالشوكولاته بعيداً
عن أعين الرقباء.
التعليقات مغلقة.