قراءة في ومضة قصصية بعنوان “غربة” للوامض المصري/ خيرى الأزغل بقلم/ عاشور زكي وهبة _مصر
أولا: نصّ الومضة
غربة
فرّقهم حُبّ الذات؛ جمعهم الشتاتُ.
ثانيا: القراءة
1-العنوان: غربة
مصدر من فعل ثلاثي صحيح: غَرَبَ.
والغربة: البعد عن الوطن لدواعي مختلفة، قد تكون إرادية أو قهرية.
إراديةـ ذاتية: العلم/العمل/عيش أو دخل أفضل ماديًّا أو معنويًّا.
قهريةـخارجية: الحرب الأهلية/الكوارث الطبيعية.
ولعل أقسى أنواع الغربة أن يحسّ المرء بغربته في وطنه، وهو ما نسميه في علم الاجتماع ب: الاغتراب، وهو شعور المرء بفقدان القيمة داخل وطنه، مما يؤدي إلى إصابته بالأمراض النفسية: فقدان الثقة بالنفس/ القلق/الاكتئاب/فقدان السلام الداخلي… إلخ.
صدر الومضة: فرّقَهم حبُّ الذات
يتحدث الصدر عن مجموعة بشريّة/أسرة/أصحاب أو زملاء، أو أي تجمع بشري في وطن/مدينة/حي سكني /منزل/مصلحة حكومية او خاصة… إلخ.
هؤلاء فرّق بينهم الحبّ! لكنه أسوأ أنواع الحبّ: إنّه حبّ الذات/الأنانيّة/الحصول على المنفعة الذاتية دون مراعاة الصالح العام: الأثرة المنافية للإيثار…
٣.عجز الومضة: جمعهم الشتاتُ.
النتيجة الصادمة أنهم اجتمعوا في بلاد النفي واللجوء والشتات النفسي والمادي…
ويقال عن هؤلاء القوم في القرآن:«.. تحسبهم جميعًا، وقلوبهم شتّى».
لدينا مثل مصري يقول: مَنْ أحبَّ نفسَه، كرهتْه جماعتُه.
هذا لا يعني أن المرء يدع مصلحته أو منفعته الخاصّة؛ بل أن يكون إشباعها يرفع من قيمته وقيمة جماعته الصغرى أو الكبرى في نفس الوقت.
المفارقة والإدهاش:
من ينكفؤون على ذواتهم، يجتمعون على الشتات المادي والمعنوي؛ لأنهم في عزلة عن مجتمعاتهم، يميلون لإشباع حاجاتهم المادية دون النظر إلى احتياجات الأخرين في مواقعهم صغيرة أو كبيرة، يسلك كلٌّ منهم دربا يوصله لمصلحته الأنية فقط، مما يؤدي إلى ضياع مجهوداتهم سدًى.. لأن يد الله مع الجماعة!
جماليات الومضة:
التضاد الصارخ بين: فرّق/جمع.
السجع في نهاية شطرىّ الومضة: الذات/الشتات، وهناك مفارقة جليّة أيضا بين الذات الفردية /الشتات الاجتماعي.
تتعدد قراءات الومضة حسب المنظور الفردي والاجتماعي.. وهذه جمالية أخرى من جماليات الومضة
في الختام أحيي الأديب على ومضته القيمة، متمنيًّا له دوام التوفيق.
الإثنين 2024/7/1
التعليقات مغلقة.