قصة للنقد : ” بصيرة ” بقلم مجدي محمد كمال سالم
قصة للنقد : ” بصيرة ” بقلم مجدي محمد كمال سالم
بسم الله توكلنا على الله نستكمل رسالتنا مع الواجب والوفاء بالعهد على الكفاح من أجل محاولة العودة للقيم المفقودة ومحاولة تحسين ذائقة الناس في بلادنا.
مع نص جديد أحبتي للنقد :
“بصيرة”
تَنَاغَمَ نُبَاحُ الْكِلَابِ مَعَ طَنِينِ الْعَجَّانِ وَتَسَرَّبَ إِلَى أَنْفِي رَائِحَةُ الْخَمِيرِ، إِذَنْ هُوَ الْفَجْرُ. أَصِيلُ مِدَاسِي لَمْ يَتَخَفَّى أَسْفَلَ الْفِرَاشِ، اِنْتَهَتِ الْحَصِيرَةُ وَهَا هِيَ الْبِلَاطَةُ الْمُهْتَزَّةُ. وَجَدَتْ يَمْنَايَ مِقْبَضَ الْبَابِ وَوَجَدَتْ يُسْرَايَ مَقْبَسَ مَاتُورِ الْمَاءِ، زَمْجَرَ فِي الْمَنُورِ وَتَحَشْرَجَ الْعَطَشُ فِي الصَّنْبُورِ قَبْلَ أَنْ يَنْدَفِعَ الْمَاءُ دَافِئًا فَوْقَ كَفَّيَّ. اِنْتَظَرْتُ لَحَظَاتٍ لِحِينِ أَنْ يَبْرُدَ وَشَرِبْتُ حَتَّى اِمْتَلَأْتُ. أَنْهَيْتُ وُضُوئِي مَعَ خَرُوشِهِ مِيكْرُوفُونِ الزَّاوِيَةِ. قَبْلَ أَنْ أُغْلِقَ الْبَابَ أَطْلَقْتُ أَنْفِي حَتَّى وَجَدْتُ رَائِحَةَ الْعُودِ الْمَكِّيِّ الْعَتِيقِ، إِذَنْ لَا حَاجَةَ لِلْعَصَاةِ.
سَمِعَ صَوْتَ الْبَابِ يُغْلِقُهُ:
صَحِيتَ يَا سَعِيدُ؟
الْكِلَابُ وِلَادُ الْكَلْبِ.
ضَاحِكًا… أَهِي كَسَبَتْ فِيكَ ثَوَابًا يَا رَجُلُ.
نَازِلٌ أَهُوهُ.
عَلَى مَهْلِكَ يَا حَبِيبِي.
تَوَاشِيحُ الْفَجْرِ مَعَ نَسَمَاتِ الصُّبْحِ الْوَلِيدِ مُغَلَّفَةٌ بِرَائِحَةِ الْخَبِيزِ فِي الطَّابُونَةِ، تُجَدِّدُ الْحَيَاةَ فِي أَنْفَاسِي فَيَتَوَقَّفُ عَدَّادُ الْخُطُوَاتِ الْمُلْتَصِقُ دَوْمًا فِي رَأْسِي.
أَعُودُ مُنْسَاقًا بِرَائِحَةِ الطَّعْمِيَّةِ وَصَوْتِهَا فِي الْمِقْلَاةِ، إِيقَاعٌ ثَابِتٌ لِنَغَمَاتِ الْعَصَافِيرِ الْفَجْرِيَّةِ، مَعْزُوفَةٌ يُتِمُّهَا هَدِيلُ الْيَمَامِ السَّاكِنِ جَوْفَ عَمُودِ النُّورِ الْمَكْسُورِ بِنُورَتِهِ. أُغْنِيَتِي الصَّبَاحِيَّةُ الَّتِي تُهَوِّنُ عَلَى لَهِيبِ الْخُبْزِ السَّاخِنِ وَالطَّعْمِيَّةِ الْمُتَوَهِّجَةِ فَوْقَ كَفِّي.
عَلَى أَوَّلِ سُلَّمَاتِ الْبَيْتِ يُقَابِلُنِي صَوْتُ رَادِيُو أُمِّي هَامِسًا: “حِينَ يَهْدِي الصُّبْحُ إِشْرَاقَ سَنَاهُ، يَسْكُبُ الطَّلُّ رَحِيقًا مِنْ نَدَاهُ، مُوقِظًا بِالنُّورِ أَجْفَانَ الْحَيَاةِ”. فَيَبْتَسِمُ ذَلِكَ النُّورُ فِي قَلْبِي .
تَمَّت.
بقلم/ … نخبركم بعد تقديم رؤاكم وتقييمكم.
القراءات النقدية
أ. فتحي محمد علي
تشخيص واقع يومي أصيل بحركاته وسكناته.
أحسنت.
بالطبع سأتغاضى عن بعض الألفاظ الدارجة بحكم طبيعة الموضوع مما يستلزم معه الواقعية اللغوية.
أ. وفاء عبد الحفيظ
صور الكاتب الأجواء التي يعيشها في الصباح رغم أنزعاجه ..لكنها توقظ فيه نداء الله للفريضة كانها استدعاء مع الله يسبشر به يومه واثناء السرد يظهر اشواقه للفطار الشهي الجميل المختلطة بعبير البخور و روائح الخبز كلها نداءات محببة وينهي بداية صباحه بالأغنية
قصة بسيطة سلسة
محمد عواد
(تناغم)….”تزامن”…
“طنين العجان”!!.. ؟؟ عجان ايه اللي ليه طنين ؟؟ استفسار..
نباح الكلاب مع زقزقة العصافير مثلا !!!
“تسربت” إلى أنفي رائحة العجين…”الخميرة” ليس لها رائحة
محمد كسبة
القصة تحكي عن شخص فقد البصر و ينقل إلينا باحساسه كيف يتعامل مع الواقع المر بتفاؤل و رغبة في الحياة
بعض الألفاظ متداخلة و هناك جملة غير مرتبطة بسابقتها مما يعوق تسلسل الدهشة
الأجمل أنه حين تنفس رائحة العود اهتدى إلى صديقه ولم يشغل باله بالعصا
اعتقد انها محاكاه لفيلم الكيت كات أو الشيخ حسني
أ. أحمد فؤاد الهادي
شغل الكاتب بالوصف، بل الإسهاب في الوصف مستخدما عدة صور للشئ نفسه فصار الكلام كتقدمة لفقرة إذاعية مثلا وليس سردا قصصيا مشوقا، وقد أكثر وبالغ في العديد من التفاصيل التي غالبا لاتجتمع كلها في مشهد واحد ففقد المصداقية لدى المتلقي الذي يحيا في نفس الأجواء، وهو يتحدث بضمير الأنا حتى جاءت عبارة: سَمِعَ صَوْتَ الْبَابِ يُغْلِقُهُ: فلم ندر على من يعود ضمير الغائب المذكر فيها، ثم جاء بحوار لم يمهد له حتى يصبح مقبولا في السياق.
التص في مجمله أراه وصفا لصورة عاشها الراوى ولكنه افتقد للتشويق والعقدة والنهاية التي تجعل من النص قصة.
الأستاذة الإذاعية جيهان الريدي
سرد بالغ الرقي بإحساس مرهف لحالة خاصة
النص ليس من تلك النصوص التي تشعر بجمالها من القراءة الأولى
بل تحتاج بأن تفهم أولا عم يتحدث أو يصف
والعنوان البصيرة له دور محوري في بناء القصة
أتعجب من جمال تلك اللفتة
أطلقت أنفي حتى وجدت رائحة العود المكي العتيق إذن لا حاجة للعصا
هالة علي
رتابة الحياة .. نعيم مقيم. سرد له رائحة نفتقدها بين تروس الحياة.
إيمان العسال
يوم واقعي احببته
اعتمد الكاتب على الحواس لإثارة حواس القارئ فاستخدم لحاسة السمع كلمات ” نباح الكلاب ، زمجرة ، حشرجة ، تغريد العصافير وهديل اليمام صوت الراديو …… “
وانتقل بنا لحاسة الشم التي تميز الروائح ” رائحة الخبز ، رائحة الطعمية، رائحة العود ، رائحة الندى “
الرائحة تعزز الذاكرة
وقد أكد الكاتب وجهة نظري بكلماته
” اطلقت أنفي حتى وجدت رائحة العود المكي العتيق إذن لا حاجة لي للعصاة “
البصيرة تعني اكتساب المعرفة فلا نحتاج لاكتساب المعرفة للبصر فالمعرفة قد تأتي بحواس أخرى
كل الشكر للكاتب
تحياتي وتقديري للكاتب
لينا أم حبيب الله
ف
همت أن بطل القصة أعمى ، وهذه التفاصيل الدقيقة التي سردها الكاتب ليشرح لنا أنّه رغم فقد حاسة البصر الا أنّ هناك مايعوّض عنها كتتبّع رائحة الخبز او تتبع رائحة العود ليهتدي بها الى المسجد وهذا جعله يستغني عن عصاه ..وتلك هي البصيرة التي يمنحها الله تعالى لعباده حين يأخذ منهم بصرهم ..
الانسان الذي يحافظ على علاقته مع الله تعالى يجعل الله تعالى له في قلبه نور وفي عقله نور ..وكم من مبصر بعينيه ولكن ختم الله على قلبه وأعمى بصيرته بمااقترفت يداه من ذنوب ومعاصي ..فلا يستطيع بعدها أن يصلي فرضًا واحدًا لله تعالى ، وتراه يتخبط في هذه الحياة ويتوه فيها ..
سلوى بدران
هي لوحة جميلة لغتها قوية ثم تلين عند تصوير البيئة المحيطة لتصبح لغتها عذبة دافئة ..لنسمع صوت العصافير والكلاب ونشم رائحة الخبيز ..لكن افتقاد عنصر الصراع والحدث جعلني أشعر أنها ربما بداية لرواية او جزء منها
نجوى عبد الجواد
إنها لاتعمي الأبصار، فقد نور عينه لكنه يتحرك ببصيرته وصف جميل هادئ لكنه يطول على حساب حركة الحدث. يمكن أن يبني على القصة إما بتكملة أو بتوظيفها داخل عمل روائي. الكتابة جميلة صادرة من مبدع
أحمد فاروق بيضون – مصر
تحيتي العطرة أخي المبدع القاص
عتبة العنوان منفصلة عن النص.. أيَّما بصيرة أو استبصار في مناجاة ذاك السارد العليم.. أسلوب بلاغي رائع لكنها أسهبت في التقريرية ولم تضف حبكة أو مؤامرة أو حدث مشوق يتخلل الأحداث.. هو نص بمثابة خاطرة وبوح محمود بعيد عن لغة الصراع والتيمات القصصية.. إحترامي لشخصك وإبداعك اللغوي الأخاذ.. ولكن النص بحاجة لتنقيح ليقص حادث ما؟؟
التحايا العطرة وهذا اجتهاد وأصدقك قولي ورؤاي التي ركحت إليها.
محمد الدليمي
جميل جدا روعة الإبداع والتألق موفقين دائما استاذنا الكبير
علي جبل
سرد جميل ورائق يعتمد على الوصف الدقيق للوسط المحيط؛وكأن الأصوات والحواس تتحدث عن نفسها وظهر ذلك جليا في ..
نباح الكلاب،طنين العحان، رائحة الخمير، صوت الماء، خروشة الميكروفون ..وبالرغم من ذلك فالصوت الداخلي هو الذي علا ألا وهو صوت البصيرة الذي عنون به الكاتب/ة قصته .
وهنا ركز السارد العليم هنا على الوصف دون العقدة والحبكة والنهاية المدهشة او المفاجئة.
وهذا يتناسب مع حالة الراواي العليم الذي اعتاد الرتابة في حياته ؛فكان السرد متوافقا مع حالة الراوي.
نص جميل ومعاني ومفردات جميلة.
كل التحية والتقدير للكاتب/ة.
تعليق الأستاذ محمد كمال سالم
كل المحبة والعرفان أساتذتنا/
فتحي فتحى محمد علي
محمد الأمين محفوظ
الكاتبة كريمة شعبان
Wafaa Hafeez
Mohamed Awwad
محمد كسبه
أحمد فؤاد الهادي
جيهان الريدي
Halla Ali
إيمان العسال
لينا ام حبيب الله
Salwa Badran
نجوي عبد الجواد
Ahmed F Baidoon Literator
محمد الدليمي
ام ماهر عبود
Ali Gabal
كان هذا النص للشاب
مجدي محمد كمال
Magdy Mk Salem
تعليق الأديب مجدي محمد كمال صاحب النص
احب قصة للنقد جداً واستمتع جدا بكل الآراء واشكر كل الاساتذه الكرام الذين علقوا علي خاطرتي البسيطة
*
تنويه هام . اسم القصة ـ بصيرة ـ هو اختيار ابي الاستاذ محمد كمال
.
اشكر كل اساتذتي الكرام علي مروركم الكريم وتعليقاتكم الوافية منها نتعلم و نستفيد .
التعليقات مغلقة.