موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الكهانة… د.أحمد دبيان

471

الكهانة

د.أحمد دبيان

حين بزغ فجر الأديان السماوية ذات الكتب المنزلة لم يكن هناك طبقة كهانة وكهنوت ، ولطفولة المتلقى شريعياً وقتها مع التوراة ( الشريعة والقانون ) طلبوا ان يكون هناك ممثلين قائمين على أعمال الشريعة فكان تحديد اللاويين ( من سبط لاوى فى خيمة الإجتماع للقيام بالشعائر ،ومع تحول الكهانة لطبقية تمايز ترسخ للاستلاب والاحتراب باسم الدين وباسم الشريعة فظهرت طائفة الفريسيين بتزمتها وتمسكها الحرفى بالشريعة فى جمود أرهق العامة فكان ميلاد روح الله لتثوير فلسفة الدين والذى انتقدهم بعنف قائلاً :

وويل لكم أنتم أيها الناموسيون لأنكم تحملون الناس أحمالا عسرة الحمل وأنتم لا تمسون الأحمال بإحدى أصابعكم.

لكن ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تغلقون ملكوت السماوات قدام الناس، فلا تدخلون أنتم ولا تدعون الداخلين يدخلون.

و ليصبح حملة رسالته فى تقويض لطبقية الكهانة الفاسدة مجموعة من الصيادين والعشارين ( جامعى العشور من الزكاة والمحتقرين من المجتمع اليهودى ) من العامة ، لضرب التمايز والثيوقراطية التى اصابت الشريعة الموسوية بالوهن وعطلتها عن ديناميكيتها ووثوبها وانطلاقها لتواكب الزمان والمكان وتطوراته ، ورسخت لتزاوج الطبقية الدينية والسياسية ما دفع طائفة من الورعين الأتقياء يقال لهم الأسيين

أو ال

Essenes

ان يعتزلوا الفساد الدينى المتمثل فى تجارة الفريسيين بالشريعة وتجارة الصدوقيين الذين انكروا البعث باموال الناس وأوقافهم ، فأعتزلوا فى كهوف قمران ليقرأوا التوراة ويفسرونها بما يتوافق مع روح الشريعة مجتمع اشتراكى يعمل بتجارة الملح من اجل توفير الإحتياجات الأساسية للجماعة ، فى مجتمع يقوم على تنشئة المنذورين الذين نذرهم أهلهم لله ومن المرجح ان روح الله عيسى بن مريم وابنة خالته بحيى عليهما السلام كانا منهم .

جاء المسيح ثورة فى عصره ، ليجعل الإنسان هو القبلة والكعبة وان الشرع جاء من اجل الإنسان لا كما رسخ الفريسيون والكهنة ان يكون الإنسان هو قربان الشرع والشريعة التى منهجوها لتؤطر تمايزهم ونفوذهم .

كانت الكنيسة الأولى باشتراكية المطعم والملبس والمسكن هى التى قامت وجاهدت وصلب حملة ثوريتها وتسامحها ،ونشرت تعاليم الإصلاح وتحقيق الشريعة الحقة بعد نزع أثواب زخرفها المدسوسة التى اصطنعوها لترسيخ نفوذهم فيكون الخلاص بالعشور وبالقرابين وبالأضاحى التى تصب فى خزائن المتكهنين .

جاءت رسالة المصطفى عليه الصلاة والسلام ،لتكمل ثورية أخيه ، فكان النص قاطعا ملزما ” لا كهانة فى الإسلام “.

انتشرت الدعوة بين المستضعفين والفقراء والعبيد ، لتضرب نفوذ الكهانة السلطوية التى حولت الكعبة لمغارة لصوص ،كما حول أبناء عمومتها فى هيكل الله بيت الرب لحوانيت ومصارف ، ترتدى ثوب الدين لتراكم ثروات المتاجرين بالدين وبالدنيا .

انطلقت دعوة الإسلام المحمدى لتضرب التمايز والعصبية واحتكارات الثروة فكان التمدد بالعدل لا بالسيف.

كان القاسم الأبرز فى دعوة المسيح وأخيه المصطفى هو ضرب نفوذ الكهانة الوضعية المرسخة للسلطوية السياسية المتزاوجة مع احتكارات الثروة ، ولهذا كان الإطار العام لمجتمعات المسيحية والإسلام الأولى ، هو الاشتراكية الاقتصادية والاجتماعية .

مع تأطير الحكم السياسي واستخدام الدين وتوظيفه وتأطيره سياسيا ، سواء بوجود قسطنطين الأول ودوره والذى يتوازى مع دور معاوية ، فى نفس الإطار والمنهج كان التمدد الإمبراطوري واستلاب الدين من جوهره التنموى الاجتماعي البشرى وتوظيفه غيبياً ، ليخدم نظرية الحكم الالهى ، وليبرر التوسع العسكري والسياسي .
فكانت الحروب الإمبراطورية والحروب البابوية ،والتى انتهت لصدام مسلح بين مشروعين يستخدمان نفس الأدوات عينها،بتمازج النظريةالسياسية الإمبراطورية مع الإطار الديني الخادم للمشروع .

لا كهانة فى الدين هو الجوهر الأهم لميراث الأرض ،وان كانت هناك لقاءات هنا وهناك تحاول تزيين وجهاً يجب ان يتوارى ليفسح السبل لنظريات أخرى تجب نظريات الحكم الالهى ، والتى تخطاها الزمن ليكون الإنسان كما أراد له الله هو القبلة والكعبة والهيكل والخليفة.

التعليقات مغلقة.