عبادة الحب وعبادة الرعب “وعجلت إليك ربِ لترضى “
عبادة الحب وعبادة الرعب
“وعجلت إليك رب ِلترضى “
د.أحمد دبيان
حب أم رعب ؟!!
هل الله يطلب منا عبادة الخوف أم ان عبادة الحب هى فلسفة الدين وروحه ؟!.
ترك نبى الله موسى قومه ومن الوجد ذهب إلى الطور ، وحين ناجى ربه سأله المولى سؤال العليم الذى يعرف الإجابة ،
وما أعجلك عن قومك ياموسى ؟
أي وما حملك على العجلة حتى تركت قومك وخرجت من بينهم.
فأجابه النبى الكريم :
(هم أولاء على أثري ) أي هم بالقرب مني قادمون يأتون من بعدي ، وسيصلون في أثري ينزلون قريبا من الطور ،
( وعجلت إليك رب لترضى )
وأنا سبقتهم لتزداد رضا بمسارعتي إلى امتثال أمرك.
وعجلت إليك ربى لترضى .
إنه الوجد والحب الإلهى ، عبادة الحب وهى روح التقديس والإقتراب .
لم تكن أبداً العبادة عبادة رعب أو خوف أو أشلاء متناثرة .
لم تكن أبداً ثعباناً أقرع فى قبر مظلم .
عبادة الحب هى كنه العلاقة بين العبد وربه . وهى ما حاول نبى الله موسى أن يبينه لبنى إسرائيل الذين أغدق الله عليهم من نعمه وكرمه .
ومن شق البحر وتخليصهم من نير فرعون ومن أتبعوه ، الى المن والسلوى الذين ارسلهما الله مطعماً لمن يوقن به وبعبادة حبه .
فكان التمرد الذى وصف فى التوراة :
“رأيت هذا الشعب وإذا هو شعب صلب الرقبة”
الإله التوراتى إله غيور .
“لأن الرب إلهك هو نار آكلة، إله غيّور ،فلا تسيروا وراء آلهة أخرى من آلهة الأمم التى حولكم لأن الرب إلهكم إله غيور”
واله موسى إله الحب والوصل والوجد .
وعجلت إليك ربى لترضى .
كانت هذه العبارة على لسان موسى هى فلسفة العبادة عند النبى الكريم .وكانت عبادة النار والغضب والإله الغاضب الغيور هى فلسفة الدين عند الشعب صلب الرقبة الذى برع فى لى الكلام وتزييفه، ليصبح الإله هو المنظومة الأضعف فى فلسفة العبادة وهو من يحتاج الشعب الذى عصاه مراراً لا الشعب هو الذى يحتاجه .
ليس لأجل برك يعطيك الرب إلهك هذه الأرض الجيدة لتمتلكها لأنك شعب صلب الرقبة.
حور اليهود فكرة الإله من إله حب ونعم ووصل ووجد وإقتراب إلى إله مازوخى ، يستمتع بعصيان اليهود له ويمنحهم رغم هذا نعمه.
وهذه الفلسفة المعوجة هى التى جعلتهم يزعمون أن الجنة حكر عليهم ، وأن جهنم أو وادى جهنوم مصير الجوييم العبيد الأغيار .
وجهنم هي اللفظة الآرامية الكلمة العبرية ” جهنوم ” (وادي هنوم),
و الاسم الغالب هو ” وادي بن هنوم ” وليس ثمة أساس لافتراض أن ” هنوم ” هو شي آخر غير اسم علم، رغم ما يزعمه البعض من انه محرف عن اسم أحد الأوثان.
وقد أصبح ” وادي بن هنوم ” الاسم المميز لمكان العقاب النهائي لسببين:
أولًا: لان ذلك الوادي كان مركزا لعبادة الوثن ” مولك ” الذي كانوا يقدمون أولادهم طعامًا للنار كمحرقات له.
وكان لهذا الوادي أهمية كبيرة. فقد كان الحد الفاصل بين نصيبي كل من يهوذا وبنيامين.
ثم جعل الوادي مزبلة القدس ومكان الضباب بلوعتها. وهكذا استمر احتقار المكان حتى سمى اليهود مكان الهلاك على اسمه ومن هنا ولدت كلمة جهنم، أي وادي هنوم حيث البكاء وصرير الأسنان، وحيث النار الأبدية والعقاب الدائم للخطاة .
أحال اليهود العبادة إلى نار ورجم وأشلاء وذبائح تقدمة وذبائح خطية وضربات برص وضربات جراد وقمل وضفادع ، واختزلوا عبادة الله الرحمن الرحيم الغفور غافر الذنب فى اله غاضب غيور يتلذذ بتعذيب البشر كما يتلذذ بعصيان شعبه المختار الذى احتكر عطايا الإله رغم كل عصيان قد ينتهى فيه الرب التوراتى إلى قرصة أذن هنا وهناك ، ويظل الشعب المختار هو الأثير المفضل رغم علاقات المازوخية المتبادلة .
صدر اليهود مفهوم الإله المحتكر والمحتكر بنصب الكاف وكسرها لكافة الشرائع التى تلتهم .
فصار الخلاص حكراً على هذه الديانة أو تلك ، وصار الإله الخالق للعالمين إله متخصص لا يغفر ولا يرحم إلا أصحاب هذه العبادة أو تلك ، ليصبح الجحيم مصيراً مستحقاً للأغيار المخالفين .
جاءت البشارة القرآنية قاطعة للعالمين :
“إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ “
لتضرب فكرة إحتكار الإله فى مقتل عند كل الشرائع والأديان .
ويبقى الوجد الذى صاغه كليم الله :
وعجلت إليك ربى لترضى .
اللهم إنا نعجل إليك نبغى رضاك ، اللهم تقبل منا فإنك سميع مجيب الدعاء .
التعليقات مغلقة.