موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

سيف مبتور..بقلم محمود حمدون

192

سيف مبتور

بقلم الكاتب محمود حمدون

ما أشدُّ غرابة هذا اليوم, رأيت فارسًا يمتطي صهوة جواد خشبي , يُمسك بيده على مقبض سيف مبتور من منتصفه , لحيته مسترسلة , كأنما كان نديماً لأهل الكهف , يسير بتؤدة بين السيارات الحديثة المارقة , لا يُعير الناس اهتماماً , هم لا يلتفتون إليه , فكُلّ في شغل .
على الناصية المقابلة , شبح طفولي الوجه و إن بدا بعينيه لؤم الثعالب و خُبث الضباع , يقف بقامته القصيرة و بطنه البارزة , يتلاعب الهواء بقميصه و شعره , كان يرقب ” الفارس ” بعيني صقر , يدوّن بدفتر صغير يُخبئه بحرص بين طيات سُترته , يُخرجه على استحياء , يكتب كل شيء , سكنات الفارس و حركاته , حتى تلك الخلجات التي تعتري وجهه من ألم جوع أو ارهاق سير طويل .
اقتربت من بائعة الجرائد,عجوز شارفت على التسعين من عمرها , غارت عينيها فلا يبدو منها إلاّ لمعان طفيف يأتي كل فترة , يُظهر للمارة أنها لا تزال تحيا بينهم ,, حيّيتها كما أفعل صبيحة كل يوم : صباحك خير , مشهد غريب , ألديك تفسير ؟
رمقتني بدورها , ارتعشت أجفانها الثقيلة قائلة : أدري أنك ” زبون ” قديم , قارئ نهم للأخبار , تعزل نفسك عن الجميع , لك عالم صنعته على عينك , فلمً سؤالك ؟ كما أن الاجابة لن تشفي غليلك.!
= عافاك الله من هذا ” الفارس “؟, كيف لا تنتفضين لرؤية غريب يحيط بك ؟ فبضاعتك المعرفة !.. كما أن منظره مألوف لديّ , لكنيّ لا أتذكره .. سألتها من جديد من ذاك المترصّد الكامن هناك ؟ كأني أعرفه جيداً , ألتقيه كل يوم , لكن عقلي توقف عن الوصول إلى اسمه .. ثم كيف يسيران بين الناس دون أن يلتفت إليهما أحد ؟! أداء تمثيلي رخيص لرواية عالمية مشهورة ؟! لعلها كذلك .
كنت أحدّثُ نفسي , أسترسل في تساؤلات و أطرح إجابات ,بينما يفتر ثغر المرأة عن ابتسامة ضئيلة , تغتصبها من بين براثن شيخوختها , كانت تُنصت بقلق , غير بعيد ” الفارس ” ينطلق في حركة دائرية يواصل غزواته , بينما أصابت الرقيب ” حُمّى” , فغمره عرق شديد بعد أن فرغت صفحات دفتره الورقي الصغير ..

التعليقات مغلقة.