السبعينيات والفرصة الأخيرة
الطريق إلى صفقة القرن
د.أحمد دبيان
جاءت السبعينيات فى القرن العشرين وخارطة العالم عكس ما يروجون.
انحسار وتقزم للاستعمار الغربى .
ازمة الصواريخ الكوبية ترتب عليها انحسار وانسحاب للصواريخ الغربية ( صواريخ حلف الاطلنطى ) من تركيا والتى كانت تهدد الاتحاد السوفيتى مقابل سحب الصواريخ السوفيتية من كوبا بعد انتصار الثورة الكوبية فى خليج الخنازير.
الاتحاد السوفيتى وعلى رقعة الشطرنج الكبرى متواجد وبقوة فى امريكا الجنوبية بدعمه لقوى التحرر والانسلاخ من التبعية .
الاتحاد السوفيتى متواجد وبقوة فى افريقيا بدعمه لقوى الثورة ضد المصالح الغربية .
الاتحاد السوفيتى والصين متواجدان وبقوة فى اليمن الجنوبي ،ومعركة السيطرة على باب المندب انتهت لصالحه .
فى الشرق الأقصى كان الكاوبوى يعانى وينحسر فى فيتنام .
لم يكن خضوع امريكا وتحركها للوفاق مع الصين عن طريق كاهنها وعرافها السياسى كسينجر اعتباطاً ولكنه من منطق القوة على الارض وخصوصاً بعد هزائمها فى الحرب الكورية وفى فيتنام ، لتحاول تفكيك وتقليص جبهة المواجهة العريضة .
كانت القوى الثورية والتقدمية فى العالم تدرك عالمية المواجهة ، ولذا لم يكن غريباً ان يشترك طيارين من كوريا الشمالية فى حرب ١٩٧٣ على الجبهة المصرية .
ولم يكن غريباً ايضا ان يشترك طيارين سوفيت فى تأمين الجبهة المصرية فى نفس الحرب وقبلها فى عملية القوقاز .
على الطرف الاخر كانت قوى الاستعمار تدعم وكلائها لإدراكها ان المواجهة ليست فى صالحها .
حصان طروادة الحقيقى فى تلك الحرب التى أسموها اختزالا بالحرب الباردة وللاسف كانت مصر منذ ١٥ مايو ١٩٧١ وتبلور هذا الفيروس لينتشر بعد نوفمبر ١٩٧٣.
خروج مصر من ساحة المواجهة طوعاً ودون ثمن حقيقى اللهم الا ثمن الخيانة لمن خان .
كان اهم واكبر مغنم حظيت به كتلة الإمبريالية التى كانت تعانى وبشدة من عنف المواجهة وعدم قدرتها على الاستمرار.
مصر التى قزمها السادات هى من دعمت وبقواتها العسكرية فى نادى السفارى المشبوه ، كل الانقلابات ضد القوى التقدمية فى افريقيا ، مصر كانت المصدر البشرى للأفغان العرب ما تبلور لاحقاً فيما يسمى تنظيم القاعدة.
وحين خرج التابع عن النص وحاول ان ينزو على بترول الجوار فى حرب ليبيا كان الضوء احمراً .
وحين خرج عن النص فى لارنكا كانت عملية تأديب فى المطار أدمت الكرامة المصرية .
وكمصير كل خونة الدور وكمصير كل العملاء حين ينتهى الدور يكون الامر ببساطة التخلص من العميل ربما بعميل آخر أو متعاون أكثر تعاوناً .
التعليقات مغلقة.