أنا باق بقلم هيثم سعيد

ويوماً سوف يجمعنا
دربٌ لستِ تدريهِ
ويصحو الشوقُ في وَلهٍ
ليمحو غياهبَ التيهِ
سندركُ حينها أنّا
عشاقاً بلا وطنٍ
كُنا نهادن الحزن
لَكِنْ قدرنا يَأْبى
ومضينا نحتوي الوجعَ
وكان الصمتُ نَحويهِ
صرخنا نَرتجي الحُلمَ
فزاد الدربُ تفريقاً
وزِدنا في تَحدِّيهِ
لِماذا كلّما اشتقنا
وضمّتنا عيونُ الليل
عُشاقاً بلا لُقيَا
بلا سُكنَى
بلا قمرٍ يُداعبنا
بلا صُبحٍ اذا أشرقَ
يرسمنا في معانيهِ
لماذا الدربُ فرّقنا
وبات الدمع يَكويهِ
وبات الحلمُ في سَخطٍ
يُفتش في رُبَا الأرضِ
عن تلكَ التي يوماً
سطعتْ في لياليهِ
عن تلكَ التي كانتْ
عُمراً في ثوانيهِ
عن تلكَ التي غرستْ
طُهراً في خطاويهِ
عن عشقها الذي انسابَ
عذباً في سواقيهِ
عن مطرها الذي انهمرَ
سيلاً في صحاريهِ
ويوما سوف يجمعنا
شِعراً كُنّا نكتبهُ
وسطراً كُنّا نَعنيهِ
ونُقسم انّنا يوماً
قد أدمتنا سنون الهجر
قد عانينا دمع الليل
حتى صرنا نبكيهِ
ويكاد الذي نرجو
درباً من الأخطار
ويكاد الذي نأمل
مثل مَزاعمِ الكفار
انا ها هُنا باقٍ
مادام الحرف يجمعنا
مادام العشقُ نرويهٌ
انا باقٍ مهما تُؤرقنا
عيونُ الناس في ضجرٍ
وفي سخطٍ
مهما تمادَى الجرح في قلبي
مهما توالَى الدمع في عيني
سيبقَى الشِّعر في صدري
بلا زيفٍ وتشويهِ