إني أحاول بقلم.. نورا صبحي
إني أحاول !
ما زلت أمسك بالقلم وبدفتري
وأدور بحثاً في السطور
عن شغف قديم
أو ربما ..
عن منزل
فوق نوافذه القديمة ألف عش
للحمام والحنين
عن وجه أمي في الصباح وبسمة ..
كانت تضخ الفأل شدوا في عروقي
وتمد يدها للفؤاد فتبتسم كل المشاعر
وتزيل قصدا نوتة الوتر الحزين
إني أحاول ..
أبحث هناك عن سطح بيتي الممتلىء بالياسمين
كم كان والدي بارعاً في غرس أغلى مشاتلي..
في غسل كل مواجعي..
في لملمة أغصاننا بشريط حب في المساء
في اجتماع قلوبنا حول الموائد باحتفاء
ما زلت أبحث في الدفاتر عن مساء ..
تحكي لنا فيه الحكايا جدتي
وتقول عِبَرَاً بينما تطغي الطفولة
فنظل نضحك حينها فوق الأسرة
حتى يغالبنا النعاس
ويخالج الجفن ارتخاء
إني أحاول ..
ما زلت أبحث في السطور وأقتفي
أثراً توارى في الخفاء
قبساً من الزمن الجميل يدلني
عن محبرة ..
او صفحة بكتاب جدي أضمها ..
نظارة من خلفها ألف براح
ويد تصافح رقتي إن مسها يوما جراح
إني أبعثر في السطور لألتقي
باجتماع الإخوة عند الفطور
واللعب تحت شجيرة تدعى كافور
وجلوس قلبي تحت غصن التوت يرقب …….
هزة الغصن المدلى وسط قلبي في سكون
كي يعير السطر بعض مشاعره ..
كالتوت أبيض لونه فيزيل من قلبي الفتور ..
يحمل مذاقا من حنين يستلذ به الشعور
يجعلني أفضي للدفاتر بالحكايا
ما بين مبتدأ الكتابة حتى نهايات الفصول
ألف ألف حكاية عن طفلة ….
تلعب وتركض…..
هاهنا…..
بين السطور
التعليقات مغلقة.