الإيمان والتقوى والصوم-5
الإيمان والتقوى والصوم-5
عصام قابيل
ختمنا الحلقة الماضية بالإشارة إلى من تعامل مع الغيب بجهل وبغير فهم ولا علم فكانت النتيجة مزيج من الخرافات والأساطير متعلقة بهذا الغيب حكايات عن الجن أو عن كرامات مزعزمة أو حتى عن الملائكة أو حتى عن ذات الله تعالى وحكايات عن القبر ومايحدث فيه وكلها مغلوطة وليست كما جاء ذكرها في قرآن أو سنة نبوية شريفة فقط كان الخوض فيها بمنتهى الجهل والذي كان نتيجته أن انقسم المغمورون في هذا الجهل إلى قسمين قسم استثمره ليتربح منه بخداع الناس واستغلال عدم فهمهم وقسم رضوا بأن يُخدعوا ويتعايشوا مع هذه الخرافات فكان أن اجتمعوا كلهم على شذوذ الفهم الصحيح للغيب .
وبقي أحبتي الكرام القسم الثالث من الناس والذين استوقفهم الحديث عن الغيب واشرأبت الأعناق باحثة عن الحقيقة وخفقت القلوب لهذا المُغيب عنهم فكان هذا القسم محل هداية وتفهيم من رب العزة جل في علاه فأخذ سبحانه وتعالى جوارحهم لتسبح في هذا الغيب بالمنطق والعقل والدليل ولهذا كان الخطاب دائما من الله تعالى ليربت على هذه القلوب ويحنو عليها في الشرح وتعالوا نراقب بعض تلك الرسالات الربانية
بداية من الفاتحة التي تستوجب طلب الهداية والاستغاثة للنجاة من غضب الله ومن الضلال المهلك إذا خولف الحق ،وتتراً مع آيات الله تعالى في كتابه الذي ارتضاه لهداية عباده
ففي أول سورة البقرة كان هذا التوصيف لمراد الله تعالى من البشر
الم (1) ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)
وللحديث بقية
التعليقات مغلقة.