الخط الفاصل بقلم / محمد أحمد محمود
منذ زمن ليس بالبعيد أصرت إبنتي على جلب قط صغير شديد سواد الشعر، يملك لون البحر وسحره في عينيه، أسمَتُه مايلو
كل من في البيت ذاب فيه حبا إلٌَا أنا، فقد شعرت بأنه شرير رغم معارضة الجميع لهذا الإحساس
كانوا جميعهم يطلبون ودَهُ وهو يتدلل تدلل الواثق، ومع هذا كان يتركهم جميعا محاولا التودود إليٌَ وكأنه عازمُ على تغير وجهة نظري فيه دون أن يجد مني أي إستجابه
وكلما زاد عنادي كلما راح هو يتمسك بي ويتكلف معي مستعرضا كل أدواته التي سحرت كل من في البيت
ذات ليلة وحينما حل المساء وجدته جالساً أمامي كعادته وفي عينيه هذه المرة تصميمُ على معرفة سبب إبتعادي عنه ورفضي لكل محاولات التودد والتقرب التي مارسها بحرفيه تسبق عمره بكثير
كانت عيناه مُسَلطة على عيني وكأنه يقول أنظر إليٌَ ولا تخف من الوقوع في حبي
قبلت التحدي وقابلت نظراته بثبات أخرجه عن هدوئه فبادرني بقوله لٍماذا تكرهني ؟
لم أصدق أذني، هل تكلم مايلو ؟
وأستعذت بالله من شيطاني الرجيم الذي هيئ لي أن القط قد تكلم
حاولت العودة إلى ماكنت أفعله قبل سماعي لهذا الصوت إلاٌَ أنني وجدته وفي سرعة البرق قد إفترش حجري
بدأ وكأنه يحاول الإختباء من شئ غير مرئي
لم أشعر بنفسي حينما كانت يدي تحاول تهدئه مخَاوفَه فراح هو يستمتع بنصره عليٌَ ظاناً أني قد وقعت أنا الآخر في حبه
وفي الخط الفاصل بين كرهي ومحبتي، لفظ هو النفس الأخير، لم يجد سواي يحتمي به في آخر لحظاته في الوقت الذي وقعت أنا في عشقه بعد فوات الآوان
التعليقات مغلقة.