الشيهانة
بقلم أحمد رازق أحمد
في إحدى القرى الصغيرة في الريف، كان هناك بيت صغير جميل، سقفه السماء.. به مجموعة من الطيور، وكان من بينهم كتكوت صغير كل يوم يتخلف عن الطيور التي تقتات في أرض البيت، ويظل هو هائما بالنظر إلى السماء، باحثا عن الشيهانة.. حلمه الطائر معجب بطيرانها المرتفع و هي تحلق في صفحة السماء متنقلة بين الأشجار العالية…. وبينما هو كذلك يمتع ناظريه ببراعتهاوهي تجوب السماء و هو في مرح وسعادة يرجع بأرجله إلي الخلف يراقبها، سقط في بئر الماء، حاول الكثير مصارعا الماء لينقذ نفسه دون فائدة. حاول الصياح.،لكن؛ صوته الضعيف لم يخبر أحد بالبيت و بينما هو كذلك، رصدته الشيهانة من السماء بنظرها الحاد الثاقب، هبطت مسرعة إليه من إرتفاعها الشاهق وأخرجته من بئر الماء قال لها :شكراً أنقذتيني من الغرق والموت وأنا اعرفك أنتي الشيهانة و أنا معجب بطيرانك وتحليقك المرتفع.
قالت له: لو تذهب معي أعلمك الطيران لدي عش كبير في أعلى الشجرة أفضل من عشك في هذا البيت الصغير…
فصمت قليلا من الوقت وهو يحدث نفسه “حلمي الذي راودني كثيرآ يتحقق” ثم رد قائلاً : أنا موافق.
فأمسكته بمخالبها وطارت به حتى وصلت إلى عشها الكبير في أعلى الشجرة الكبيرة ثم أنزلته العش، و قالت: أنت صيد و طعام اليوم.
قال لها بصوت الموقن بالهلاك :ألم تقولي أنك سوف تعلميني الطيران وتجعليني أسكن معك أعلى الجنان؟.
قالت :أنا الشيهانة.. و طبعي الخداع، و الخطف، ثم إنقضت عليه تمزق لحمه بمخالبها و منقارها الحاد و أكلته قطعة قطعة، ثم ألقت ما تبقى منه مما لا تأكله من أعلى الشجرة هاويا الى الأرض، تنظف عشها لإستقبال صيد جديد…
إنها الشيهانة.. و هذا طبعها… الخداع والخطف… وكم من شيهانة قتلت صيد صغير .
أحمد عبد الرازق أحمد
التعليقات مغلقة.