العشاء المنتظر …. بقلم الأستاذ/ أحمد فؤاد الهادي
ستار ينفرج أمامي .. المشهد يبدو غريبا … أراني جالسا في خيمة تحيطني من كل جانب .. بابها المنخفض لايتيح لي سوى رؤية ذلك المشهد المهيب الغريب الممتد أمامي … أراني على مقربة من حافة الكرة الأرضية .. الأفق ليس خطا .. أراه قوسا من دائرة تلتقي عنده السماء بالأرض … السماء داكنة خالية من النجوم .. الشمس ليست هنا .. القمر يطل قريبا جدا وقد عظم حجمه .. إنه على يساري .. ضوؤه خافت يضئ المكان بالكاد … لامخلوقات هنا … لاأصوات ولا ضجيج .. لارياح ولاسحب .. فراغ عامر بالسكينة والخشوع .. اراني ثابتا ساكنا وكأنني محنط في مكاني .. من كوة الخيمة يمتد بصري حتى تصافح عيناي قوس الأفق … ألمح طيفا متجها نحو خيمتي … إنه يتقدم بلا خطى وكأن الأرض تحت قدميه تحمله وتسير به .. لاأميز له ملامحا في هذا الضوء الخافت .. لقد أصبح على بعد خطوة من باب خيمتي … لاأرى سوى ثوبه الذي لم أدرك له لونا .. قامته أعلى من أن أرى وجهه وأنا لاأملك حراكا ..
سمعته يقول: لقد جئتني اليوم وأفطرت معي وجئتك الآن لأتعشى معك ..
لاأدري كيف أوحي لقلبي أنه سيدي رسول الله .. فرحة غمرتني .. تنبهت من نومي مستبشرا أكاد أطير فرحا .. مرت سنوات وسنوات .. في كل ليلة أدعو الله أن أسعد بالعشاء مع حبيبي .. أخاطبه وأتوسل إليه أن يأتي ويخرجني من تلك الخيمة الضيقة ويصحبني إلى حيث يتعشى معي .. ساعتها سأرى وجهه الكريم .. سأقبل يديه ووجنتيه .. لن يدعني أتوسل إليه فهو محيط بكل مافي قلبي .. سأسمعه وهو يدعو لي .. لعله يدعوني للقاء قادم على حوضه يوم القيامة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.