تاملات فى زمن الكورونا
د.أحمد دبيان
ومع تطاير انباء الوكالات العالمية ببدء مختبرات الولايات المتحدة الأمريكية تجربة لقاح تجريبى
mRNA-1273
ضد الكورونا مع البهارات الإعلامية المصاحبة عن شجاعة المتطوعة البالغة من العمر ٤٣ عاماً وتدعى جنيفر هالر .
الغريب ان اللقاح الذى انتجه تجريبيا المركز القومى للصحة فى ولاية مساتشوسيتس لا يحتوى على فيروس ضعيف او ميت او حتى اجزاء منه انما RNA ريبونيكليك أسيد حمض نووى ريبوزى مصنع يضاهى الفيروس بعد تحديد بنائه البروتينى فى ووهان .
ما يثير التساؤل ويحيل الشكوك العاصفة الى شبه يقين عن قدرة بعض الدول على تصنيع الفيروس واللقاح الذى يتم التمهيد لطرحه ، رغم ان اى لقاح يحتاج على الاقل من ستة اشهر الى سنة لتجريبه على الحيوانات ثم البشر وطرحه للانتاج بعدها .
السيدة المتطوعة لم تشعر بشئ الا الم فى ذراعها مكان الحقن ، ولا ندرى ما الضمانات كأطباء لعدم تعرضها لتحسس مفرط جراء البروتين المصنع .
التجربة تطمح ان تضم ٤٥ متطوع لتصلح كتجربة علمية ذات نتائج لها حيثية .
وإلى فرنسا وأخبار مبشرة عن تجربة باستخدام عقارى الهيدروكسيكلوروكوين وعقار الأزيثروميسين
والأول مضاد للملاريا والثانى مضاد حيوى والإثنان لهما خصائص مضادة للإلتهابات ، وعن اعطائهما للمرضى بكوفيد ١٩ لمدة ستة ايام
covidtrial.io
بنسبة شفاء ١٠٠٪
ازمة الكورونا ستنحسر بإذن الله . يبقى ان عالم ما بعد الوباء لن يعود كسابقه .
الإقتصاد العالمى ينهار وربما يتشابه القرن الواحد والعشرين مع القرن العشرين فى بداياته ، فبعد الحرب العالمية الأولى وبعد وباء الانفلونزا الآسيوية ، دخلت الولايات المتحدة والعالم فى اكبر ازمة اقتصادية عانت منها البشرية.
فكان الكساد الكبير أو الانهيار الكبير
Great Depression)
وهي أزمة اقتصادية حدثت في عام 1929م ومروراً بعقد الثلاثينيات وبداية عقد الأربعينيات، وتعتبر أكبر وأشهر الأزمات الاقتصادية في القرن العشرين، وقد بدأت الأزمة بأمريكا ويقول المؤرخون أنها بدأت مع انهيار سوق الأسهم الأمريكية في 29 أكتوبر 1929 والمسمى بالثلاثاء الأسود.
وكان تأثير الأزمة مدمراً على كل الدول تقريباً الفقيرة منها والغنية، وانخفضت التجارة العالمية ما بين النصف والثلثين، كما أنخفض متوسط الدخل الفردي وعائدات الضرائب والأسعار والأرباح.
كانت أكثر المتأثرين بالأزمة هي المدن وخاصة المعتمدة على الصناعات الثقيلة كما توقفت أعمال البناء تقريباً في معظم الدول، كما تأثر المزارعون بهبوط أسعار المحاصيل بحوالي 60% من قيمتها.
ولقد كانت المناطق المعتمدة على قطاع الصناعات الأساسية كالزراعة والتعدين وقطع الأشجار هي الأكثر تضرراً وذلك لنقص الطلب على المواد الأولية بالإضافة إلى عدم وجود فرص عمل بديلة، وأدت إلى توقف المصانع عن الإنتاج, وتشردت عائلات بكاملها وصارت تنام في أكواخ من الكرتون وتبحث عن قوتها في مخازن الأوساخ والقمامة.
وقد سجلت فيما سجلت دائرة الصحة في نيويورك أن أكثر من خُمس عدد الأطفال يعاني من سوء التغذية.
تعافت الدول بدرجات متفاوته بعد حقبة الكساد الكبير والتى عصفت باوروبا وادت الى انهيار ديمقراطيات على النموذج الغربى مثل جمهورية فايمار فى المانيا وصعود الحزب القومى الاجتماعى بقيادة أدولف هتلر والنازية وصعود انطونيو سالازار فى البرتغال وحكمه المركزى وصعود الجنرال فرانكو فى اسبانيا وبنيتو موسيلينى فى ايطاليا وكان قوام برامجهم الناجحة اصلاح اقتصادى واقتصاد دولة مركزى موجه نجحوا فيه بالفعل ما منحهم زخمهم الشعبى .
كان للتطرفات الرأسمالية فيما قبل الكساد الكبير والتى كانت مظاهرها عديدة فى امريكا وسائر الدول والتى دعت محللين اجتماعين ان يلحظوا وينقدوا
وكما يقول :
نوجنت, والتر.
فى كتابه
“الحركة التقدمية في أمريكا.”
“مع ذلك، ظلَّتِ الحقيقة هي أن ثمار الرأسمالية غير الخاضعة لأي رقابة كان يحصدها فقط أقلية صغيرة في قمة المجتمع. استَعَانَ أقطاب مؤسسات وول ستريت وأباطرة السكك الحديدية بمهندسين معماريين عصريين من أجل تشييد قصور عظيمة لهم، بدءًا من نيوبورت ورود آيلاند إلى نيويورك وسان فرانسيسكو، وعلى الرغم من عدم تشييد أعداد كبيرة من تلك القصور، فقد أجَّجت مشاعر المهابة والرفعة وكذلك الاستياء.
كانت الفجوة بين تلك القصور ومنازل المزارعين أو الحرفيين المتوسطي الحال تشهد على حالة غياب المساواة المتزايدة.”
وكان الحال كذلك فى المانيا وايطاليا واسبانيا والبرتغال ، وصعود شعبية اليسار والاحزاب الشيوعية كرد فعل على تطرفات الرأسمالية ، ان ظهرت الحراكات التقدمية فى امريكا
والتى جاءت كحركة إصلاح للرأسمالية المتطرفة والتى افضت للكساد الكبير ، بعدها تم سن قوانين بفضل حراكات الحركة التقدمية فيها ممثلة فى الرئيس روزفلت وقوانين مثل قوانين شيرمان لكسر الاحتكار.
كان للأبعاد الاجتماعية والاشتراكية والتى تم تبنيها من قبل الاحزاب اليمينية فى ايطاليا والمانيا واسبانيا والبرتغال الفضل فى صعود هذه الأحزاب وسحب البساط من تحت اليسار ما تجلى فى دعم الجماهير لها فى تلك الحقبة.
فهل تشهد حقبة ما بعد الكورونا تبنى الرأسماليات المتطرفة نهجاً اشتراكياً واعياً مختلطاً قبل ان تعصف بها مركزيات النظم الشيوعية التى نجحت بالفعل فى اقرار مركزية الدولة والاقتصاد الموجه والذى نجحت به الصين فى السيطرة على الوباء وانحساره بل ومد يد المساعدة الى ايطاليا وصربيا هى وكوبا فى الوقت الذى لازال الارتباك هو السمة الغالبة للرأسماليات الغربية والولايات المتحدة الامريكية وديمقراطياتها الموجهة فى مواجهة اجتياح الوباء ؟!!!
التعليقات مغلقة.